الزبير الأسدي [أبو أحمد الزبيري: ثقة ثبت؛ إلا أنه يخطئ أحياناً في حديث الثوري]: عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: حج رسول الله ﷺ ثلاث حجج: حجتين وهو بمكة قبل الهجرة، وحجة الوداع. لفظ وكيع.
ولفظ الزبيري: حج رسول الله ﷺ حجتين قبل أن يهاجر، وبعد ما هاجر حجة. أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٨٩)، والبيهقي في السنن (٤/ ٣٤٢)، وفي الدلائل (٥/ ٤٥٣ - ٤٥٤).
قال البيهقي في الدلائل (٥/ ٥٤٥): «كذا قال: عن ابن جريح، هذا هو المحفوظ مرسلاً».
وقال في السنن: «وحجه قبل الهجرة يكون قبل نزول فرض الحج، فلا يعتد به عن الفرض المنزل بعده، والله أعلم».
* قلت: والحاصل: فإن حديث الخريبي وزيد بن الحباب عن الثوري: حديث خطأ؛ كما قال البخاري، وقد رآه الترمذي منكراً؛ حيث قال: «هذا حديث غريب من حديث سفيان، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب».
* والمحفوظ عن الثوري في عدد الحجج: عن ابن جريج، عن مجاهد مرسلاً.
* والمحفوظ عن الثوري في جمل أبي جهل:
ما رواه جماعة الحفاظ: وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وقبيصة بن عقبة، وغيرهم:
عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس ﵄؛ أن النبي ﷺ أهدى في بدنه جملاً لأبي جهل، برته من فضة.
وهذا الإسناد وإن كان فيه لين، إلا أنه صالح في المتابعات، يتقوى به حديث مجاهد عن ابن عباس، والذي رواه محمد بن إسحاق، وجرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح:
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس ﵄؛ أن رسول الله ﷺ قد كان أهدى جمل أبي جهل الذي كان استلب يوم بدر، في رأسه برة من فضة، عام الحديبية في هديه، ليغيظ بذلك المشركين.
ورواه جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ﵄؛ أن رسول الله ﷺ أهدى في بدنه بعيراً، كان لأبي جهل في أنفه برة من فضة. وتقدم.
* ومن عجائب الأوهام في هذا الحديث عن الثوري:
ما رواه أحمد بن أبي الطيب، قال: حدثنا ابن المبارك، عن سفيان الثوري، عن عبد العزيز، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ نحر جمل أبي جهل.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٢٨٣ - ط الغرب).
قال الخطيب: «هذا غريب من حديث سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن أبي رواد، لا أعلم له رواة غير ابن المبارك، وعنه أحمد بن أبي الطيب».