ولفظ الحسن [عند مسلم]: أن نبي الله ﷺ أمره أن يقوم على بدنه، وأمره أن يقسم بدنه كلها، لحومها وجلودها وجلالها، في المساكين، ولا يعطي في جزارتها منها شيئاً.
ولفظ ابن أبي نجيح: بعثني النبي ﷺ، فقمت على البدن، فأمرني فقسمت لحومها، ثم أمرني فقسمت جلالها وجلودها.
أخرجه البخاري (١٧٠٧ و ١٧١٦ و ١٧١٧ و ١٧١٨ و ٢٢٩٩) ومسلم (٣٤٨/ ١٣١٧ و ٣٤٩). [التحفة (٧/٩٦/١٠٢١٩)، الإتحاف (١١/ ٥٣٥/ ١٤٥٧٦)، المسند المصنف (٢١/ ٢٤٥/ ٩٥٧٥)] [ويأتي تخريجه موسعاً في موضعه من السنن، قريباً إن شاء الله تعالى].
• وقد سئل الدارقطني عن حديث: عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي ﵁، قال: أمرني رسول الله ﷺ أن أقوم على البدن، ولا أعطي الجازر منها شيئاً.
فقال: «هو حديث صحيح، ورواه مجاهد، والحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى.
حدث به عن مجاهد جماعة منهم: عبد الله بن أبي نجيح، وعبد الكريم الجزري، وسيف بن سليمان المكي، والحسن بن مسلم بن يناق، وعثمان بن الأسود، وليث بن أبي سليم، فاتفقوا عنه.
وزاد عليهم إسرائيل في روايته، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن علي؛ ألفاظاً أغرب بها، لم يأت بها غيره، فصارت حديثاً آخر، وهي قوله: أهدى رسول الله ﷺ مئة بدنة فيها جمل لأبي جهل مزموماً بحلقة من فضة.
ورواه عن الحكم: أشعث بن سوار وحده على نحو رواية الجماعة، عن مجاهد» [علل الدارقطني (٣/ ٢٧١ / ٤٠٠)].
قلت: بل هما حديث واحد، وهم فيه إسرائيل، فأدرج في حديث علي ما ليس منه.
• ورواه ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: كان فيما أهدى النبي ﷺ جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٧٤/ ١٤٣٥٥ - ط الشثري).
قلت: قصر به ليث، وهو ضعيف لاختلاطه وعدم تميز حديثه، إنما روى مجاهد هذا الحديث موصولاً عن ابن عباس.
• نرجع مرة أخرى إلى طرق حديث ابن عباس في جمل أبي جهل:
أ - روى وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وقبيصة بن عقبة، وعبد الله بن داود الخريبي وهم ثقات، وفيهم اثنان من أثبت أصحاب الثوري، ومؤمل بن إسماعيل [صدوق، كثير الغلط، كان سيئ الحفظ]:
قالوا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ أهدى في بدنه جملاً لأبي جهل، برته من فضة. لفظ وكيع [عند ابن ماجه (٣١٠٠)، وأحمد، وابن أبي شيبة].