قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبد الكريم إلا إسرائيل، وقد روي عن ابن عباس، وعن سلمة بن الأكوع، فاجتزأنا بحديث علي».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٤١٥)(١١/ ٢٥١ - ط الفرقان): «وفي هذا اللفظ بهذا الإسناد نظر».
قلت: هذا حديث شاذ بهذا السياق، دخل لراويه حديث في حديث، فإن قصة جمل أبي جهل إنما تعرف من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، والوهم فيه: من إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [وهو: ثقة].
وهذا الحديث قد رواه عن عبد الكريم بن مالك الجزري:
سفيان الثوري، وأبو خيثمة زهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، ومعمر بن راشد [وهم ثقات أثبات حفاظ]:
عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي ﵁، قال: أمرني رسول الله ﷺ أن أقوم على بدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وأن لا أعطي الجزار منها، قال:«نحن نعطيه من عندنا». لفظ زهير بن معاوية [عند مسلم].
ولفظ ابن جريج عن عبد الكريم والحسن [مقرونين عند البخاري (١٧١٧)]: أن النبي ﷺ أمره أن يقوم على بدنه، وأن يقسم بدنه كلها، لحومها وجلودها وجلالها، ولا يعطي في جزارتها شيئاً.
ولفظ الثوري [عند البخاري (١٧١٦)]: أمرني النبي ﷺ أن أقوم على البدن، ولا أعطي عليها شيئاً في جزارتها.
أخرجه البخاري (١٧١٦ و ١٧١٧)، ومسلم (٣٤٨/ ١٣١٧ و ٣٤٩)، وأبو داود (١٧٦٩)، والنسائي في الكبرى (٤١٣٠ و ٤١٣١ و ٤١٣٢ و ٤١٣٧ و ٤١٣٨ و ٤١٣٩)، وابن ماجه (٣٠٩٩)، وابن خزيمة (٢٩٢٢ و ٢٩٢٣)، وأحمد (١/ ٧٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ١٥٤)، والحميدي (٤١)، وغيرهم. [التحفة (٧/ ٩٦/ ١٠٢١٩)، الإتحاف (١١/ ٥٣٥/ ١٤٥٧٦)، المسند المصنف (٢١/ ٢٤٥/ ٩٥٧٥)] [وسيأتي تخريجه مفصلاً في موضعه، إن شاء الله تعالى].
ورواه عبد الله بن أبي نجيح، وسيف بن أبي سليمان المكي، والحسن بن مسلم بن يناق، وعثمان بن الأسود [وهم ثقات أثبات]، وغيرهم: عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن علي؛ بنحو ما تقدم:
قال سيف: سمعت مجاهداً، يقول: حدثني ابن أبي ليلى؛ أن علياً ﵁ حدثه قال: أهدى النبي ﷺ مائة بدنة، فأمرني بلحومها فقسمتها، ثم أمرني بجلالها فقسمتها، ثم بجلودها فقسمتها [لفظ سيف عند البخاري (١٧١٨)].