بدنة نحر بيده منها ستين، وأمر ببقيتها فنحرت، وأخذ من كل بدنة بضعة، فجمعت في قدر فأكل منها، وحسا من مرقها، ونحر يوم الحديبية سبعين فيها جمل أبي جهل، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها].
قلت: هذا حديث منكر؛ وهم فيه ابن أبي ليلى، فقد رواه جماعة من الثقات الأثبات، والأئمة الحفاظ، عن ابن أبي نجيح بغير هذا السياق، وليس فيه قصة جمل أبي جهل.
* فقد رواه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأيوب السختياني [وهم ثقات أثبات متقنون]، وغيرهم:
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي ﵁، قال: بعثني النبي ﷺ، فقمت على البدن، فأمرني فقسمت لحومها، ثم أمرني فقسمت جلالها وجلودها.
أخرجه البخاري (١٧٠٧ و ١٧١٦ و ٢٢٩٩). ومسلم (٣٤٨/ ١٣١٧). [التحفة (٧/ ٩٦/ ١٠٢١٩)، الإتحاف (١١/ ١٤٥٧٦/ ٥٣٥)، المسند المصنف (٢١/ ٢٤٥/ ٩٥٧٥)] [ويأتي تخريجه موسعا في موضعه من السنن، قريبا إن شاء الله تعالى].
• فإن قيل: قد رواه أيضا: النضر بن شميل [وهو: ثقة ثبت]، والحكم بن مروان الضرير [لا بأس به. اللسان (٣/ ٢٥٣)]، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي [ضعيف]:
عن إسرائيل: أخبرنا عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن علي ﵁، قال: أهدى رسول الله ﷺ مائة بدنة، فيها جمل أبي جهل مزموم ببرة من فضة، فنحر رسول الله ﷺ ستين [منها] بيده، وأعطى عليا أربعين، وقال:«تصدق بجلالها، ولا تعط الجزار منها شيئا، [فنحن نعطيه]».
[ولفظ البكراوي عند البزار]: أن رسول الله ﷺ أهدى في حجته مائة بدنة، فيها جمل لأبي جهل، في أنفه برة من ذهب.
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٢/ ٣٨٥)]، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٢/ ٣٨٥)]، والبزار (٢/ ٢٢٢/ ٦١٧)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (١٦٠٩)[وسقط من إسناده علي، والصواب بإثباته]، والطحاوي في شرح المشكل (٢/ ٢٦٣/ ٧٩٤)، والدارقطني [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٦/ ١٥٣)]، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٩١/ ٣٠٣٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١١٢). [المسند المصنف (٢١/ ٢٥٠/ ٩٥٧٦)].