يحتمل من حيث المعنى أنه الغُسل - بكسر الغين المعجمة - وهو: ما يغسل به الرأس من خِطمي أو غيره، ويحتمل أن يكون بالمهملة المفتوحة؛ لأن الرواية بذلك لم تضبط.
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٠٠): «ولأبي داود والحاكم من طريق: نافع عن ابن عمر؛ أنه ﵊ لبد رأسه بالعَسَل، قال ابن عبد السلام: يحتمل أنه بفتح المهملتين، ويحتمل أنه بكسر المعجمة وسكون المهملة، وهو ما يغسل به الرأس من خطمي أو غيره. قلت: ضبطناه في روايتنا في سنن أبي داود بالمهملتين» [قلت: كذا هو بالمهملتين في نسخة ابن حجر من سنن أبي داود (٢٣٢ - ط البشائر)] [وانظر: التوشيح شرح الجامع الصحيح (٣/ ١٢٢٩)].
• تابع محمد بن إسحاق: ابن شهاب الزهري:
يرويه أبو قتادة الحراني [عبد الله بن واقد]، عن حيوة بن شريح [التجيبي المصري: ثقة ثبت]، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي ﷺ كان يلبد. والتلبيد بالصمغ والعسل.
أخرجه ابن السني في الطب النبوي (١٣٦)، وأبو نعيم في الطب النبوي (٦٣٢).
• وأخرجه الدارقطني في الأفراد (١/ ٥٨٧/ ٣٤٢٨ - أطرافه)، بزيادة عقيل بن خالد في الإسناد بين الزهري وحيوة.
قال الدارقطني: «تفرد به وهب بن حفص، وكان ضعيفاً، عن عبد الله بن واقد، عن حيوة بن شريح، عن عقيل، عن الزهري».
قلت: هو حديث باطل من حديث حيوة بن شريح، تفرد به عنه دون بقية أصحابه على كثرتهم: أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني، وهو: متروك، منكر الحديث.
• إنما يعرف هذا الحديث من حديث:
يونس بن يزيد الأيلي، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي الزهري:
عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يُهل ملبداً. [أخرجه البخاري (١٥٤٠ و ٥٩١٥)، ومسلم (٢١/ ١١٨٤)، وتقدم برقم (١٧٤٧)].
وبهذا يبقى حديث ابن إسحاق غريباً:
تفرد به: عبيد الله بن عمر القواريري: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ لبد رأسه بالعسل. وفي رواية: بالغسل.
حيث تفرد به عن نافع المدني: محمد بن إسحاق، وهو: مدني صدوق، وتفرد به عنه: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو: بصري ثقة، وتفرد به عنه: عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري، البصري، نزيل بغداد، وهو: ثقة ثبت.
فهو حديث حسن غريب.
فإن قيل: فلماذا لا يعلُّ بتدليس ابن إسحاق، حيث لم يصرح فيه بالسماع؟
فيقال: ابن إسحاق معروف بالرواية عن نافع، وبالسماع منه، ولا يُردُّ حديث