الطائرات والقطارات والحافلات ونحو ذلك، فتمنع عندئذ المحرمة من التطييب قبل الإحرام لما يترتب على ذلك من افتتان الرجال بها، والله أعلم.
فإن قيل: كيف يمكن الجمع بين حديث عائشة، وبين حديث يعلى بن أمية في المتضمخ بالخلوق:
فقد روى همام بن يحيى: حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه؛ أن رجلا أتى النبي ﷺ وهو بالجعرانة، وعليه جبة وعليه أثر الخلوق - أو قال: صفرة -، فقال: كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي؟ فأنزل الله على النبي ﷺ فستر بثوب، ووددت أني قد رأيت النبي ﷺ وقد أنزل عليه الوحي، فقال عمر: تعال أيسرك أن تنظر إلى النبي ﷺ، وقد أنزل الله عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب، فنظرت إليه له غطيط - وأحسبه قال: كغطيط البكر -، فلما سري عنه قال:«أين السائل عن العمرة؟ اخلع عنك الجبة، واغسل أثر الخلوق عنك، وأنق الصفرة، واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك».
أخرجه البخاري (١٧٨٩ و ١٨٤٧ و ٤٩٨٥)، ومسلم (٦/ ١١٨٠).
• ورواه وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي، قال: سمعت قيسا، يحدث عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه ﵁، أن رجلا أتى النبي ﷺ وهو بالجعرانة، قد أهل بالعمرة، وهو مصفر لحيته ورأسه، وعليه جبة، فقال: يا رسول الله، إني أحرمت بعمرة، وأنا كما ترى، فقال:«انزع عنك الجبة، واغسل عنك الصفرة، وما كنت صانعا في حجك، فاصنعه في عمرتك».
أخرجه مسلم (٩/ ١١٨٠).
• ورواه سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: أتى النبي ﷺ رجل وهو بالجعرانة، وأنا عند النبي ﷺ، وعليه مقطعات - يعني: جبة - وهو متضمخ بالخلوق، فقال: إني أحرمت بالعمرة وعلي هذا، وأنا متضمخ بالخلوق، فقال له النبي ﷺ:«ما كنت صانعا في حجك؟»، قال: أنزع عني هذه الثياب، وأغسل عني هذا الخلوق، فقال له النبي ﷺ:«ما كنت صانعا في حجك، فاصنعه في عمرتك».
أخرجه مسلم (٧/ ١١٨٠).
ويأتي تخريجه مفصلا بطرقه في موضعه من السنن برقم (١٨١٩ - ١٨٢٢)، إن شاء الله تعالى.
فقد جمع بينهما جماعة من الأئمة بأن الطيب المذكور في حديث عائشة من طيب الرجال المباح لهم التطييب به؛ بخلاف حديث يعلى؛ فإنه قد تطيب بالصفرة، وهي من طيب النساء، وقد جاء النص بنهي الرجال عن التزعفر.
قال الشافعي في اختلاف الحديث (١٠/ ٢٣٦ - أم) بعد أن ذكر أحاديث الباب عن