قال سالم بن عبد الله: وقالت عائشة: طيبت رسول الله ﷺ الحرمه قبل أن يحرم، ولحله بعد ما رمى الجمرة، وقبل أن يزور. قال سالم: وسنة رسول الله ﷺ أحق أن تتبع.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٣٧٦/ ١٠٦٩ و ١٠٧٠)، وفي اختلاف الحديث (١٩ و ٢٨١ - أم)، وفي المسند (١٢٠ و ١٨٥)، والحميدي (٢١٤)، والبخاري في رفع اليدين (١٠٢)، وابن خزيمة (٤/ ٣٠٣/ ٢٩٣٨)، مختصراً. وابن حزم في الإحكام (٦/ ٢٩١)، وفي حجة الوداع (٢٤٦)، والبيهقي في السنن (٥/ ١٣٥)، وفي المعرفة (٤/ ١٣٢/ ٣٠٧٢)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٩٦ و ١٩٧)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٣٧٦)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (٢/ ١٣٦/ ٢٨٧). [الإتحاف (١٦/ ١٠٨٣/ ٢١٦٦٦)، المسند المصنف (٣٨/٢١ /١٨١٢٢)].
وهذا صحيح عن عمر موقوفاً عليه، وسالم: لم يسمع من عائشة [تهذيب الكمال (١٠/ ١٥٢)]، لكنه هنا قد روى عنها شيئاً قد اشتهر عنها، ورواه عنها أهل بيتها، مثل: ابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وابن أختها عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن، وكانت في حجر عائشة، ومحمد بن المنتشر، وعلقمة بن وقاص، وعطاء بن أبي رباح، فهو حديث صحيح محفوظ، وهذا الانقطاع اليسير لا يؤثر؛ لثبوت الحديث عنها من وجوه كثيرة وسالم بن عبد الله بن عمر كان من الفقهاء الأثبات الرفعاء، المشهورين بالعلم والصلاح والديانة ممن لا يحمل دينه في العادة إلا عن الثقات، والله أعلم.
• ورواه حماد بن زيد [وقد اشتهر عنه]، وسفيان الثوري [وعنه: مؤمل بن إسماعيل، وهو: صدوق، كثير الغلط، من أصحاب الثوري المكثرين عنه، عادة ما يتابع أصحاب الثوري الكبار، ولعله يحتمل هنا فيما توبع على أصله، لاسيما وقد أخرجه عنه أحمد في المسند مما لا يراه منكراً، وقد ذكر الدارقطني في العلل أن أبا حذيفة موسى بن مسعود النهدي قد رواه أيضاً عن الثوري، لكنه وهم في إسناده]:
عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله ﷺ بمنى قبل أن يطوف بالبيت. لفظ حماد.
وفي رواية: طيبت رسول الله ﷺ عند إحرامه حين أراد أن يحرم، وعند إحلاله قبل أن يحل بيدي.
ولفظ سفيان [عند أحمد]: كنت أطيب النبي ﷺ بعدما يرمي الجمرة، قبل أن يفيض إلى البيت. قال سالم: فسنة رسول الله ﷺ أحق أن نأخذ بها من قول عمر.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٣٦/ ٢٦٨٤)، وفي الكبرى (٤/٣٠/٣٦٥٠)، وابن خزيمة (٤/ ٣٠١/ ٢٩٣٤)، وابن حبان (٩/ ١٩٤/ ٣٨٨١)، وأحمد (٦/ ١٠٦ و ١٠٧)، والطيالسي (٣/ ١٣٦/ ١٦٥٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٢٩)، وفي أحكام القرآن (١٥٥٧)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٦١٩)، وأبو طاهر المخلص في الثالث من