• قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٥٣/ ٣٨٢٤): «وأما حديث عمر بن عبد الله بن عروة؛ فإنه يرويه عن عروة، والقاسم، عن عائشة. قال ذلك ابن جريج، عنه. حدث به عن ابن جريج جماعة كذلك.
وروي عن إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، فقال: عمرو بن دينار، مكان عمر بن عبد الله بن عروة، وهو وهم.
والقول الأول عن ابن جريج: هو الصواب».
٥ - وروى يحيى بن عبد الله بن بكير [مصري، ثقة]، قال: حدثني ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج: حدثني مخرمة بن بكير، عن أبيه [بكير بن عبد الله بن الأشج المدني، نزيل مصر: ثقة، من الخامسة]، قال: سمعت عمرو بن شعيب، يقول: سمعت عروة بن الزبير، يقول: سمعت عائشة، تقول: طيبت رسول الله ﷺ حين قضى حجه قبل أن يفيض.
قلت: وهذا إسناد جيد في المتابعات، فإن قيل: مخرمة: لم يسمع من أبيه شيئاً، وروايته عنه إنما هي من كتاب أبيه وجادة؛ وكثيراً ما يدخل الخلل والوهم والخطأ على المحدث إذا روى من صحيفة وجدها ولم يسمعها [انظر: فضل الرحيم الودود (٣/٣٤)(٢٠٧) و (٣/ ٢٦٧/ ٢٨٣) و (١٠/ ٩٠/ ٩١٩) و (١١/ ١٦٦/ ١٠٣٧) و (١٤/ ١٤٦/ ١٢٧٣) و (١٤/ ١٩٧/ ١٢٧٦) و (١٧/٣٣/١٤٠٢)] [وانظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٤٥٩)(٣/ ٩٩٩) و (٣/ ١٠٨١ - ١٠٨٢)]؛ فهو منقطع! [انظر: بيان الوهم (٢/ ٣٦٩/ ٣٧٢) و (٥/ ٢٣٧/ ٢٤٤٧)].
فيقال: قد اعتمده مالك ومسلم، قال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ١٩٩): «أكثر ما يقول مالك: حدثني الثقة، فهو مخرمة بن بكير الأشج. وقال أصحاب مالك - ابن وهب وغيره: كل ما أخذه مالك من كتب بكير؛ فإنه يأخذها من مخرمة ابنه، فينظر فيها»، ورواية مخرمة عن أبيه وجادة صحيحة، ولم يسمع من أبيه شيئاً، لكن طرق الحديث هي التي تبين إن كان دخل في الرواية ما ليس منها أم لا، وقوله هنا: حين قضى حجه، يعني حين أحل من إحرامه.
وميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج مصري، روى عنه جماعة من ثقات المصريين، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو منكراً [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ٣٤٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٩)، تاريخ ابن ونس (٢/ ٢٤٢)، الثقات (٩/ ١٧٤)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢/ ٧٢٤/ ١٩٣٦)، تاريخ الإسلام (٤/ ٩٨٧)].
فإن قيل: فلم لم يشتهر عن عمرو بن شعيب؟ فيقال: قد اشتهر من حديث عروة بن الزبير، رواه عنه ابناه عثمان وهشام، والزهري، وعمر بن عبد الله بن عروة، فأغنى ذلك عن طلب حديث عمرو بن شعيب، كما أن للحديث أسانيد أخرى كثيرة جداً سبق ذكرها، تغني عن حمل هذا الإسناد وطلبه؛ فلا تضره غرابته.