[المروزي، من شيوخ البخاري، روى له في الصحيح حديثاً واحداً متابعة، وصدقه أبو زرعة، وروى عنه، وقد ضعفه أبو حاتم فقال:«ضعيف الحديث». التهذيب (١/ ١١٢ - ط دار البر)]، قال: قرئ على أبي بكر بن عياش [ثقة، ساء حفظه لما كبر، وكتابه صحيح]، وأنا أنظر في هذا الكتاب، فأقرَّ به: عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: اغتسل رسول الله ﷺ ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره، فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج.
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد، فإن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ممن جمع أئمة الإسلام حديثه، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح على شرطهما».
وقال البيهقي:«يعقوب بن عطاء: غير قوي».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عطاء بن أبي رباح: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وهو ضعيف، له غرائب ومناكير [التهذيب (١٤/ ٨٧١ - ط دار البر)].
وممّا جاء في الغسل للإهلال:
١ - ما رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، أنه قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله ﷺ بحج مفرد، وأقبلت عائشة ﵂، بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة، فأمرنا رسول الله ﷺ أن يحل منا من لم يكن معه هدي، قال فقلنا: حِلُّ ماذا؟ قال:«الحِلُّ كله»، فواقعنا النساء، وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابنا، وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية، ثم دخل رسول الله ﷺ على عائشة ﵂، فوجدها تبكي، فقال:«ما شأنك؟»، قالت: شأني أني قد حضتُ، وقد حل الناس، ولم أحلل، ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال:«إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي، ثم أهلي بالحج»، ففعلت ووقفت المواقف، … الحديث.
أخرجه مسلم (١٢١٣)، ويأتي تخريجه إن شاء الله تعالى برقم (١٧٨٥).
٢ - وروى عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يُحرم غسل رأسه بخطمي وأشنان، ودهنه بزيت غير كثير.
قالت: وحججنا مع رسول الله ﷺ حجة، فأعمر نساءه وتركني، فوجدت في نفسي أن رسول الله ﷺ أعمر نساءه وتركني، فقلت: يا رسول الله أعمرت نساءك وتركتني؟ قال لعبد الرحمن:«اخرج بأختك فلتعتمر، فطف بها البيت والصفا والمروة، ثم لتقض، ثم ائتني بها قبل أن أبرح ليلة الحصبة»، قالت: فإنما أقام رسول الله ﷺ بالحصبة من أجلي. لفظه عند أحمد، وفي شطره الثاني عند الطبراني: … ، فقال: «يا عبد الرحمن، اخرج بأختك