بالمدينة فأردت يعني: أدري كيف أصنع، فسألتُ سعيد بن المسيب، فقال: مرها فلتفض عليها من الماء ثم لتحرم؛ نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة، فسأل أبو بكر رسول الله ﷺ، فقال: «مُرها، فلتفض عليها من الماء، ثم أتم بها».
وفي لفظ لعبد الكريم [عند ابن أبي خيثمة من رواية زهير عنه]: ولدت أسماء بنت عميس بذي الحليفة، فأراد أبو بكر أن يردها، فأتى رسول الله ﷺ، فقال: «لتغتسل»، أو: «مرها فلتغتسل، ثم تلبي»، أو: «تهل».
وفي لفظ لعبد الكريم [عند عبد الرزاق، وابن سعد]: أن أسماء بنت عميس أُمرت أن تحرم وهي نفساء.
وفي لفظ لعبد الكريم [عند ابن سعد، من طريق الثوري عنه]: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة، فهم أبو بكر بردها، فسأل النبي ﷺ، فقال: «مرها فلتغتسل، ثم تحرم».
أخرجه ابن وهب في الجامع (١٥٦ - الأحكام)، وعبد الرزاق (٥/٣٨٨/٩٨٢٧ - ط دار التأصيل)، و (٥/٣٨٨/٩٨٢٩ - ط دار التأصيل)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ٢٨٢ و ٢٨٣)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/٨٨٠/٣٧١٩ - السفر الثاني)، وأبو بكر الشافعي في فوائده «الغيلانيات» (٢٢).
وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو شاهد قوي لحديث عائشة.
قال الحميدي: «فقيل لسفيان: إن يحيى يخالفه في كلمة؟ فقال: ليس هو خلافاً، هو معنى واحد، كان عبد الكريم حافظاً، وكان من الثقات، لا يقول إلا: سمعت، وحدثنا، ورأيت». هكذا رواه عن ابن عيينة: راويته الثقة الحافظ الحميدي.
• وخالف الحميدي: يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: نا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك الجزري، عن سعيد بن المسيب، عن أسماء بنت عميس، ﵂ مثله [يعني: مثل رواية ابن جريج، عن ابن القاسم، عن ابن المسيب].
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/٤٧٣/٦٥٨).
قلت: إنما هو عبد الكريم بن مالك الجزري، ويعقوب بن حميد بن كاسب: حافظ، له مناكير وغرائب، وأسند مراسيل.
قال ابن عبد البر: «وقد روي عن سعيد بن المسيب أيضاً من وجوه صحاح، وهو أيضاً مرسل. ومنهم من يجعل حديث سعيد من قول أبي بكر.
كذلك رواه ابن عيينة، عن عبد الكريم الجزري ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أن أسماء بنت عميس نفست بذي الحليفة بمحمد بن أبي بكر، فأمرها أبو بكر أن تغتسل، ثم تهل.
ورواه ابن وهب، عن الليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، أنهم أخبروه عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله ﷺ أمر أسماء بنت عميس