للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكذلك نقل ابن منصور عنه، وقد سئل: إنهم كانوا يحبون أن يحرم الرجل أول ما يحج من بيته، أو من بيت المقدس، أو من دون الميقات؟ فقال: وجه العمل المواقيت.

وكذلك نقل أبو بكر بن محمد عن أبيه، وقد سئل عن الحديث: أن تحرم من دويرة أهلك؟ فقال: ينشئ لها سفراً من أهله، كأنه يخرج للعمرة عامداً، كما يخرج للحج عامداً، وهذا مما يؤكد العمرة.

فقد نص في الحج والعمرة على الإحرام من الميقات. وهو قول مالك. وقال أبو حنيفة: الأفضل أن يحرم من دويرة أهله. وللشافعي قولان: أحدهما: مثل قولنا. والثاني: مثل قول أبي حنيفة.

ونقل صالح عنه: إن قوي على ذلك أرجو أن لا يكون به بأس». [وانظر: زاد المسافر (٢/ ٥١٢/ ١٥٥٦)].

وقال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد وإسحاق (١٣٩٠): «قلت: قوله: كانوا يحبون أن يحرم الرجل أول ما يحج من بيته، أو يحرم الرجل من بيت المقدس، أو من دون الميقات؟ قال: وجه العمل المواقيت.

قال إسحاق: كما قال، لأن النبي حيث وقت المواقيت قد نظر فيها يرفق بأمته، والانتهاء إليه أفضل».

وقال ابن خزيمة في صحيحه (٤/ ١٦٠): «باب كراهية الإحرام وراء المواقيت التي وقت النبي لأهل الآفاق الذين منازلهم وراءها، إذ النبي وقت هذه المواقيت لأهلها ولمن أتى عليها من غير أهلها، والمصطفى وجميع من خرج من المدينة وقت إرادتهم الحج خرجوا فجلس حتى أتوا ذا الحليفة فأحرموا منه، ولو كان الإحرام وراء المواقيت أو من منازلهم وراء المواقيت سنة أو خيراً أو أفضل لأشبه أن يكون المصطفى يحرم من المدينة، ويأمر أصحابه بالإحرام منها، واتباع سنة النبي أفضل عما سواها». وقال ابن المنذر في الإقناع (١/ ٢٠٥): «ولا أحب أن يحرم قبل الميقات، والإحرام من الميقات أفضل».

وقال ابن المنذر في الأوسط (٦/ ٣٢٣) في ثنايا الحديث عن مصالحة الإمام أهل الشرك: «ومن ذلك: أن الأفضل والأعلى الإحرام من المواقيت؛ استدلالاً بأن النبي لما خرج يريد العمرة عام الحديبية ترك الإحرام من منزله، وأحرم من ذي الحليفة، وكذلك فعل في حجة الوداع، فدل على أن الإحرام من المواقيت أفضل من إحرام الرجل من دويرة أهله، ومن قبل المواقيت، لا أن الإحرام قبل المواقيت محظور، وقد فعله جماعة من أصحاب رسول الله ، واتباع السنن أفضل، وليس معنى قوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ﴾ [البقرة: ١٩٦]، أن يحرم الإنسان من دويرة أهله، [إذ] لو كان ما قالوه في معنى الآية [يعني: صحيحاً] لكان أشد الناس له استعمالاً من نزل عليه القرآن، وفرض عليه البيان،

<<  <  ج: ص:  >  >>