ما تقدم من ذنبه». قال: فركبت أم حكيم عند ذلك الحديث إلى بيت المقدس حتى أهلت منه بعمرة. لفظ إبراهيم بن سعد.
ومحمد بن إسحاق: مدني صدوق، وشيخه سليمان بن سحيم أبو أيوب المدني، مولى آل حنين: ثقة، روى له مسلم (٤٧٩)، وروى عنه ثقات الحجازيين [التاريخ الكبير (٤/١٧)، الجرح والتعديل (٤/ ١١٩)، الثقات (٤/ ٣١٠) و (٦/ ٣٨٣)، المشاهير (١١٢٧)، تاريخ أسماء الثقات (٤٥٥ و ٤٦١)، فتح الباب (٣٥٨)، تاريخ الإسلام (٣/ ٨٧٨)، إكمال مغلطاي (٦/ ٦١)، التهذيب (٥/ ٣٥٢ - ط دار البر)].
ويحيى بن أبي سفيان الأخنسي: تقدم الكلام عليه، قال أبو حاتم: «شيخ من شيوخ أهل المدينة، ليس بالمشهور»، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: «يروي المراسيل»، وقال ابن حزم: «مجهول».
وأم حكيم حكيمة بنت أمية جدة يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، أو أمه: مجهولة، لا تُعرف بغير هذا الحديث، ولم يرو عنها سوى يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، وليس بالمشهور [الثقات (٤/ ١٩٥)، المحلى (٥/ ٦٠)، إكمال ابن ماكولا (٢/ ٤٩٤)، التهذيب (١٥/ ٩٩٢ - ط دار البر)].
والحاصل: فإن المحفوظ من أسانيد هذا الحديث:
أ - ما رواه ابن أبي فديك، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي:
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحَنَّس، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ.
ب - وما رواه ابن إسحاق، قال: حدثني سليمان بن سحيم، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن أمه أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ.
• وأما ما رواه عبد الله بن لهيعة، قال: حدثنا جعفر بن ربيعة [مصري، ثقة]، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أم حكيم السلمية، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ؛ أن رسول الله ﷺ قال: «من أحرم من بيت المقدس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه».
أخرجه أحمد (٦/ ٢٩٩). [أطراف المسند (٩/ ٤٣٣/ ١٢٦٤٩)، الإتحاف (١٨/ ١٩٨/ ٢٣٥٥٣)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٣٨/ ١٩٢٨٣)].
فمثله لا يحتمل من ابن لهيعة، لضعفه، وتفرده به عن جعفر بن ربيعة دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم، ولعله اشتبه عليه عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، ولم ينسب في روايته فحسبه ابن أبي صعصعة، التابعي المدني المشهور، الذي يروي عن أبي سعيد الخدري، ويروي عنه ابناه: عبد الرحمن ومحمد كما أنه لا يُعرف جعفر بن ربيعة بالرواية عن ابن أبي صعصعة؛ إلا في هذه الرواية، وهذا مما يؤكد وقوع الوهم فيها [انظر: صحيح البخاري (٦٠٩ و ٣٢٩٦ و ٧٥٤٨)، فضل الرحيم الودود (٦/ ٨٨/ ٥١٥)، التهذيب (٧/١٢ - ط دار البر)].