فيقال: لم يدخل لهشيم حديث في حديث، وهشيم حافظ متيقظ ضابط لحديثه، يحتمل منه التعدد في الأسانيد، وقد قدمه ابن مهدي في حفظ الحديث على الثوري وأبي عوانة، وقدمه أبو حاتم على يزيد بن هارون وأبي عوانة.
ولم ينفرد به هشيم بل تابعه ابن علية، كما تقدم بيانه.
• وروى أحمد بن يونس [ثقة حافظ]: حدثنا فضيل [فضيل بن عياض: ثقة عابد]، عن هشام [هشام بن حسان: بصري ثقة، ثبت في ابن سيرين، وقد يخالف أصحاب ابن سيرين، أيوب وابن عون]، عن ابن سيرين، قال: وقت رسول الله ﷺ لأهل مكة التنعيم.
أخرجه أبو داود في المراسيل (١٣٥). [التحفة (١٢/ ٤٧٨/ ١٩٢٩٧)].
قال أبو داود: «قال سفيان: هذا حديث لا يُعرف».
ثم قال أبو داود: (١٣٦) حدثنا محمد بن عمرو الرازي [زُنيج: ثقة]: حدثنا مهران [مهران بن أبي عمر الرازي: لا بأس به]، قال: قال سفيان: «هذا لا يكاد يعرف» يعني: حديث التنعيم. [التحفة (١٢/ ٣٣٨/ ١٨٧٧٠)].
• ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الثوري]: حدثنا سفيان، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، قال: وقت رسول الله ﷺ لأهل مكة الجعرانة.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ١١٠) (٣/ ٥٢٤/ ١٦١٦ - ط التأصيل).
• قلت: وهم فيه هشام بن حسان على ابن سيرين؛ إنما كان عنده عن عطاء قوله.
فقد رواه عبد الرزاق بن همام، ومحمد بن بكر البرساني، قالا:
حدثنا هشام بن حسان، عن عطاء، قال: إذا أراد المجاور أن يعتمر خرج إلى الجعرانة.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ١١٠) (٣/ ٥٢٤/ ١٦١٦ - ط التأصيل).
قال العقيلي: «هذا أولى».
قلت: يرده حديث ابن عباس المتفق عليه [تقدم برقم (١٧٣٨)]، وفيه: «هنَّ لهم، ولكل آت أتى عليهن من غيرهنَّ، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة».
قال ابن المنذر في الإشراف (٣/ ٣٠٦): فليحرم المكي ومن قدم مكة من المتمتعين من حيث يريد التوجه إلى منى يوم التروية، اتباعاً لقول النبي ﷺ: «فإذا انطلقتم إلى منى فأهلوا».
• وأفحش في الوهم؛ فوصله من حديث ابن عباس مرفوعاً:
أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري، رواه عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس، قال: وقت رسول الله ﷺ لأهل مكة التنعيم.