كما يضاف هذا الحديث أيضاً إلى جملة الأحاديث المردودة من أحاديث المجاهيل، حيث رووا ما لم يتابعوا عليه، بل: ما قد خولفوا فيه، وإن كنا في العادة نقبل حديث المجهول، ونعتبره صحيحاً إذا روى حديثاً مستقيماً، وقد سبق الإشارة إلى ذلك مراراً، والله أعلم.
٥ - وروى معمر بن راشد، عن قتادة، قال: وقت النبي ﷺ لأهل المشرق ذات عِرْق.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٣٩٥/ ٩٨٧٣ - ط التأصيل).
وهذا معضل؛ ولا يُدرى ممن سمعه قتادة، ومراسيل قتادة شبه لا شيء، كما قال القطان، إذ كان قتادة يأخذ عن كل أحد، يعني: عن غير الصحابة [انظر: التهذيب (٣/ ٤٢٨)، شرح علل الترمذي (١/ ٥٣٤)].
وقد تفرد به عنه: معمر بن راشد، وهو: ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس، إلا أنه كان سيئ الحفظ لحديث قتادة؛ لأنه إنما جلس إليه وهو صغير فلم يحفظ عنه، وفي حديثه عن العراقيين - أهل الكوفة وأهل البصرة -: ضعف [انظر: المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٨١)، علل الدارقطني (١٢/ ٢٢١/ ٢٦٤١)، تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٨ و ٧٧٤)].
٦ - وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن البصري، مثله، يعني: مُرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٣٩٥/ ٩٨٧٤ - ط التأصيل).
وهذا مرسل بإسناد صحيح، لكن مراسيل الحسن من أضعف المراسيل؛ لأنه كان يأخذ عن كل أحد.
٧ - وروى الثوري [وعنه: عبد الرزاق بن همام]، ووكيع بن الجراح، وابن جريج [وعنه: عثمان بن الهيثم] [وهم جميعاً ثقات]:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: وقت رسول الله ﷺ لأهل المشرق ذات عرق، ولأهل المغرب ومن ساحل الجحفة، ولأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل اليمن ألملم، ولأهل نجد قرناً.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٣٩٦/ ٩٨٨٤ - ط التأصيل)، وأحمد في مسائله لأبي داود (٦٧٨)، والبيهقي (٥/٢٩) (٩/ ٣٧٦/ ٨٩٩٢ - ط هجر).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
٨ - وروى محمد بن حبان بن الأزهر القطان: حدثنا أبو عاصم النبيل [الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت]: حدثنا محمد بن راشد [المكحولي] الدمشقي: صدوق، سمع من مكحول، عن مكحول؛ أن النبي ﷺ وقت لأهل العراق ذات عرق.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٧/ ٤٢٠).