قلت: وهذا معضل، وأشدُّ ضعفاً من سابقيه، وفي ثبوته عن مكحول نظر؛ فإنَّ محمد بن حبان بن الأزهر الباهلي البصري مشاه بعضهم؛ كأنه لم يخبر حاله، فقال: «لا بأس به إن شاء الله»، وجرحه بعض النقاد بجرح مفسر، فقال عبد الغني بن سعيد الأزدي: يحدث بمناكير، وقال ابن ماكولا: له مناكير لا يُتابع عليها، وضعفه الصوري، ولينه ابن منده [انظر: معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (١/ ٤٧٢)، تاريخ بغداد (٣/ ١١٦)، إكمال ابن ماكولا (٢/ ٣٠٥)، تاريخ الإسلام (٧/٤١)، السير (١٤/ ٩٣)، الميزان (٣/ ٥٠٨)، اللسان (٧/٥٠)].
• وانظر في العجائب ممن جعله من مسند عمر بن الخطاب ما أخرجه الحارثي في مسند أبي حنيفة (٧٩٩) و (٨٠٠) [قلت: مصنف الكتاب: أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي: متهم بوضع الحديث. اللسان (٤/ ٥٨٠)].
وفي المقابل فقد ثبت أن توقيت ذات عرق لأهل العراق؛ إنما كان بتوقيت الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، بعد فتح العراق، وتمصير المصرين الكوفة والبصرة، قياساً على قرن المنازل، وليس إحداثاً لميقات جديد:
١ - فقد روى عبد الله بن نمير [ثقة]، ويحيى بن سعيد القطان [ثقة حافظ، حجة إمام]:
حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر ﵄، قال: لما فُتِح هذان المصران أتوا عمر، فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله ﷺ حدَّ لأهل نجد قرناً، وهو جورٌ عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرناً شقّ علينا، قال: فانظروا حذوها من طريقكم، فحدَّ لهم ذات عرق. لفظ ابن نمير [عند البخاري].
ولفظ القطان: أن عمر وقَّت لأهل العراق ذات عرق.
أخرجه البخاري (١٥٣١)، وأحمد في مسائله لأبي داود (٦٧٩)، وابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٦/ ١٤٠٧٢) (٨/ ٢٤٠/ ١٤٦٣١ - ط الشثري)، والبيهقي (٥/٢٧)، والبغوي في شرح السنة (٧/٤٠/١٨٦١)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٢٧٨/ ١٣٢٢). [التحفة (٧/ ٢٥٣/ ١٠٥٦٠)، المسند المصنف (٣٥/ ١٧٢/ ١٦٨٤١)].
• ورواه جرير بن عبد الحميد [كوفي ثقة]، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر لأهل العراق: انظروا حذاء قرن، فوجدوا حذاءها ذات عرق، وقرن أقرب إلى مكة من ذات عرق قال: فجعله لأهل العراق.
أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٦/ ١٤٠٧٣) (٨/ ٢٤٠/ ١٤٦٣٢ - ط الشثري). [المسند المصنف (٣٥/ ١٧٢/ ١٦٨٤١)].
قلت: ليث بن أبي سليم ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، وهو صالح في المتابعات، حيث تابع عليه: أثبت الناس في نافع: عبيد الله بن عمر العمري.
• وأما ما رواه رواد بن الجراح، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن
