وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٣١٣): «هذا باطل، فإن البصرة إنما مُصرت زمن عمر».
قلت: هو حديث باطل؛ هلال بن زيد بن يسار بن بولا، الراوي عن أنس: منكر الحديث، قال ابن حبان:«روى عن أنس أشياء موضوعة» [التهذيب (٤/ ٢٨٩)، الميزان (٤/ ٣١٣)].
• ويروى بعضه عن أنس موقوفاً عليه:
فقد روى عبد الله بن نمير [ثقة]، عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، أنه كان يحرم من ذات عرق، ولا يكلم أحداً من الناس حتى يطوف بالبيت إلا ما لا بد منه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٦/ ١٤٠٧٦)(٨/ ٢٤١/ ١٤٦٣٦ - ط الشثري).
ولا يثبت هذا عن أنس؛ عمارة بن زاذان الصيدلاني: صدوق، كثير الخطأ، قال أحمد:«يروي عن ثابت عن أنس: أحاديث مناكير» [التهذيب (٣/ ٢١٠)(٩/ ٦٢٢ - ط دار البر)، شرح العلل (٢/ ٦٩٢)، التقريب (٤٥٠)].
٤ - وروى عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت]، وابنه عبد الصمد [ثقة]:
حدثنا عتبة بن عبد الملك السهمي، قال: حدثني زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي؛ أن الحارث بن عمرو حدثه، قال: أتيت رسول الله ﷺ بمنى أو بعرفات، وقد أطاف به الناس، فإذا رأوا وجهه، قالوا: هذا وجه مبارك، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، فقال:«اللهم اغفر لنا»، ثم درت، فقلت: يا رسول الله استغفر لي، فقال:«اللهم اغفر لنا»، فذهب يبزق، فقال بيده فأخذ بها بزاقه فمسح به نعله، كره أن يصيب أحداً ممن حوله، ثم قال:«أيها الناس، أي يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ فإن دماءكم وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، وبلدكم هذا، وشهركم هذا، اللهم هل بلغت؟ وليبلغ الشاهد الغائب»، وأمر بالصدقة فقال:«تصدقوا، فإني لا أدري لعلكم لا تروني بعد يومكم هذا»، ووقت لأهل اليمن يلملم أن يهلوا منها، وذات عرق لأهل العراق، أو لأهل المشرق، فسأله رجل عن العتير، فقال:«من شاء عتر، ومن شاء لم يعتر، ومن شاء فرع، ومن شاء لم يفرّع، وفي الغنم أضحيتها»، قال: وقال بأصبع كفه اليمنى فقبضها، كأنه يعقد عشرة، ثم عطف الإبهام على المفصل الإصبع الوسطى، ومد أصبعه السبابة، وعطف طرفها يسراً يسراً. واللفظ لعبد الصمد.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦٠) و (٣/ ٤٣٨)، وفي الأدب المفرد (١١٤٨)، وفي خلق أفعال العباد (٤١٤)، وأبو داود (١٧٤٢)، والحاكم (٤/ ٢٣٢)(٩/ ٣٢٩ - ٧٧٥٨ ط الميمان)، وأبو زرعة الرازي في دلائل النبوة [عزاه إليه ابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ٣٩٠)، وفي سنده سقط]. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٤٥٦/ ١٢٥٧)، والطحاوي في المشكل (٣/ ٨٩/ ١٠٦٥)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/٨)، وابن قانع في المعجم (١/ ١٨١)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٦١/