والحاصل: فإن غرابة هذا الحديث عن عائشة، ثم عن القاسم بن محمد، ثم عن أفلح بن حميد، ثم مجيئه بهذه الزيادة في ميقات أهل العراق؛ قد جعل النقاد الكبار، مثل: أحمد، ومسلم ينكرون هذا الحديث، والواجب التسليم لهم، وعدم معارضتهم بأفهامنا القاصرة بالجري على ظاهر السند، لاسيما وقد اشتهر النقد عن مسلم في كتابه التمييز، ونقله عن أحمد أبو داود، وابن صاعد، وابن عدي، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ومما جاء في ذات عرق:
١ - روى روح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرساني، وحجاج بن محمد المصيصي، وهشام بن يوسف الصنعاني، وعثمان بن الهيثم بن الجهم العبدي المؤذن [وهم ثقات]، فيهم من أثبت الناس عن [ابن جريج]:
حدثنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله ﵄، يُسأل عن المهل، فقال: سمعت ثم انتهى؛ فقال: أراه يعني النبي ﷺ يقول: «مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الأخرى الجُحفة، ومُهَلُّ أهل العراق من ذات عرق، ومُهَلُّ أهل نجد من قرن، ومُهَلُّ أهل اليمن من يلملم». لفظ روح [عند مسلم].
• وفي رواية البرساني [عند مسلم]: أخبرنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله ﵄، يُسأل عن المهل، فقال: سمعت - أحسبه رفع إلى النبي ﷺ[وقال حجاج: ثم انتهى، أراه يريد النبي ﷺ]- فقال: مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخر الجُحفة، ومُهَلُّ أهل العراق من ذات عرق، ومُهَلُّ أهل نجد من قرن، ومُهَلُّ أهل اليمن من يلملم. ومثله لفظ حجاج [عند الدارقطني].
ولفظ حجاج [عند أبي عوانة]: «يهل أهل العراق من ذات عرق، ويهل أهل نجد من قرن، ويهل أهل اليمن من يلملم».
أخرجه مسلم (١٦/ ١١٨٣ و ١٨)، وأبو عوانة (٩/ ٨٣ - ٩٠/ ٣٥٦٥ و ٣٥٦٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/٢٧٠/٢٧٠٣)، وابن خزيمة (٤/١٦٠/٢٥٩٢)، وأحمد (٣/ ٣٣٣)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١١٨)، وفي أحكام القرآن (٢/٢٧/١١٥٩)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٢٠٢)، والدارقطني (٣/ ٢٥٠٣/ ٢٥٥)، والبيهقي (٥/٢٧). [التحفة (٢/ ٤٢٨/ ٢٨٤٣)، الإتحاف (٣/ ٤٤٦/ ٣٤٢٢)، المسند المصنف (٥/ ٢٩٣/ ٢٦٥٦)].
قال ابن خزيمة:«باب ذكر ميقات أهل العراق إن ثبت الخبر مسنداً».
• ورواه مسلم بن خالد الزنجي [ليس بالقوي، كثير الغلط، قال البخاري وأبو حاتم:«منكر الحديث». التهذيب (٤/ ٦٨)]، وسعيد بن سالم [القداح: ليس به بأس]:
عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله، يُسأل عن المهل، فقال: سمعت ثم انتهى؛ أراه يريد النبي ﷺ، يقول: «يُهل أهل المدينة من ذي