و قد اعتمد الشيخان رواية الوصل، وأخرجاها في الصحيح، والله أعلم.
• ورواه يحيى بن حسان [التنيسي: ثقة]، قال: حدثنا وهيب بن خالد، وحماد بن زيد، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرناً، ولأهل اليمن يلملم، وقال: «هنَّ لهم ولكل آت أتى عليهنَّ من غيرهنَّ، فمن كان أهله دون الميقات فمن حيث ينشئ، حتى يأتي ذلك على أهل مكة».
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٢٣/ ٢٦٥٤)، وفي الكبرى (٤/١٧/٣٦٢٠)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١١٧)، وفي أحكام القرآن (٢/١٨/١١٣٤)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٢٠١)، والدارقطني (٣/ ٢٥٦/ ٢٥٠٥). [التحفة (٤/ ٤١٥/ ٥٧١١)، الإتحاف (٧/ ٢٦٠/ ٧٧٧٨)، المسند المصنف (١٢/ ١٦٩/ ٥٨٠٤)].
قلت: أما وهيب بن خالد فإنه يرويه: عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ كما رواه عنه ثقات أصحابه، وأخرجه الشيخان من طريقه.
لكن حماد بن زيد قد رواه عنه: سليمان بن حرب [ثقة ثبت حافظ، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة]، وعارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي [ثقة ثبت، أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمن بن مهدي]، وخلف بن هشام [البزار المقرئ: ثقة]: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه؛ مرسلاً.
وهذا هو الصواب عن حماد، رواه عن عمرو بن دينار متصلاً، وعن عبد الله بن طاووس مرسلاً.
وبذا يظهر أن يحيى بن حسان حمل حديث حماد المرسل على حديث وهيب المتصل، ولم يفصل بينهما، والله أعلم.
قال أبو بكر النيسابوري: «روى سليمان بن حرب وغيره، عن حماد بن زيد، عن ابن طاووس، عن أبيه، ولم يقولوا: عن ابن عباس».
• ورواه عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، ومعلى بن أسد العمي، ويحيى بن آدم، وأبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي [وهم ثقات أثبات]، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ويحيى بن حسان التنيسي [وهم ثقات]:
عن وهيب بن خالد: حدثنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم.
وقال: «هنَّ لهم، ولكل آت أتى عليهنَّ من غيرهنَّ، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة».