(٧٧٠)، ترتيب المدارك (٣/ ١٥٢)، الإلماع (٣٦٤)، معجم الأدباء (٥/ ٢١٩٠)، السير (١٥/ ٤٧٢)، تاريخ الإسلام (٧/ ٧٣٨)، اللسان (٦/ ٣٦٧)].
• توبع حماد بن زيد:
روى أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، وكثير بن هشام [الكلابي أبو سهل الرقي: ثقة، مكثر عن جعفر]:
نا جعفر بن برقان، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: وَقَّت رسول الله ﷺ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل الطائف قرن، ثم قال: «هنَّ لأهلهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من سوى أهلهنَّ». لفظ أبي نعيم [عند أبي زرعة].
ولفظ كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سألت عمرو بن دينار عن امرأة حاجة مرت بالمدينة، فأتت ذا الحليفة وهي حائض، فقال لها: يجزيها لو تقدمت إلى الجحفة فأحرمت منها، فقال عمرو: نعم؛ حدثنا طاووس، ولا تحسبن فينا أحداً أصدق لهجة من طاووس، قال: قال ابن عباس: وَقَّت رسول الله ﷺ … ، ثم ذكر مثله، غير قوله: «فمن كان أهله»، إلى آخر الحديث.
أخرجه أبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (٦٥)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١١٨)، وفي أحكام القرآن (٢/١٨/١١٣٥)، والطبراني في الأوسط (٥/ ١٦٥/ ٤٩٦٠) وقع في إسناده عن عرفة بن دينار، وهو تحريف عن عمرو بن دينار. وأبو نعيم الأصبهاني في تسمية الرواة عن الفضل بن دكين (٤٠).
قلت: وهم جعفر بن برقان في قصر قرن على أهل الطائف، إنما هو لأهل نجد، كما صحت بذلك الروايات، ويدخل في ذلك أهل الطائف تبعاً، بقوله: «هنَّ لأهلهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من سوى أهلهنَّ».
وأما بقية الحديث فهو صحيح، تابع فيه حماد بن زيد.
• خالف حماد بن زيد وجعفر بن برقان في وصل هذا الحديث:
سفيان بن عيينة فرواه عن عمرو عن طاووس، قال: وَقَّت رسول الله ﷺ … . فذكر مثله [يعني: مثل حديث سليمان بن حرب عن حماد]، وقال: «من كان أهله دون الميقات فمن حيث بنى».
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (٢/ ٤٧١/ ٢٤٧١)، قال: أخبرنا سفيان به.
قلت: سفيان بن عيينة وإن كان أثبت الناس في عمرو بن دينار؛ إلا أنه قد خالفه ووصل الحديث: حماد بن زيد، وهو ثقة حافظ فقيه إمام، من أعلم أهل زمانه بالبصرة، وكان حماد بن زيد مثل كثير من أهل البصرة يوقفون الحديث، ويقصرون بالإسناد، لشدة توقيهم من الغلط، وهو هنا قد زاد على ابن عيينة بوصل الحديث؛ فهي زيادة من ثقة حافظ، متحفظ متوقي من الغلط تقبل زيادته لاسيما وقد توبع عليها،