لم يكن عراق يومئذ، كذلك فقد أدرج بعضهم ميقات أهل اليمن في مسموع ابن عمر من النبي ﷺ، ولم يسمعه منه.
١٦ - ورواه أبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]: ثنا مسعر بن كدام [ثقة ثبت]، عن وبرة، عن ابن عمر، قال: وقت لأهل اليمن يلملم، ولأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن. قال: فذكرت له العراق، فقال: لم يكن يومئذ كوفة ولا بصرة.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٢/ ٢٤٩/ ١٠٠١)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٢١١/ ١٣٩٣٤)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٦٧).
• ورواه يحيى بن عيسى [الرملي، وهو التميمي النهشلي، الكوفي: ليس بالقوي. التهذيب (٤/ ٣٨٠)]، عن مسعر، عن وبرة، عن ابن عمر، أن النبي ﷺ وقت لأهل نجد قرناً، ولأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٦٧).
قال الدارقطني في العلل (١٣/٤٧/٢٩٣٧): «ورواه وبرة بن عبد الرحمن، واختلف عنه في رفعه؛
فرفعه عامر بن مدرك، ويحيى بن عيسى الرملي، عن مسعر، عن وبرة، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ.
وخالفهما: أبو نعيم، فرواه عن مسعر، عن وبرة، موقوفاً.
والموقوف عن مسعر أثبت».
وقال أبو نعيم: «كذا رواه أبو نعيم وخلاد موقوفاً، ورفعه يحيى بن عيسى، وعامر بن مدرك».
قلت: وبرة بن عبد الرحمن المسلي: حديثه عن ابن عمر في الصحيحين [انظر: التحفة (٨٥٥٤ و ٨٥٥٥)].
وعامر بن مدرك بن أبي الصفيراء، قال أبو حاتم: «شيخ»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «ربما أخطأ» [التهذيب (٢/ ٢٧١)]، وقال ابن حجر في التقريب (٢٩٩): «لين الحديث»، وله أوهام وإفرادات [انظر ترجمته وبعض أوهامه: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٩٥/ ٧٢٨) (٦/ ١٩٢/ ٥٣٢)]
قلت: قول وبرة عن ابن عمر: وقت، سواء كان بالبناء للمعلوم أم للمجهول، فمثل هذا لا يصدر إلا عن النبي ﷺ، حيث قد رواه عن ابن عمر مرفوعاً أثبت أصحابه والمكثرون عنه ابنه سالم، ومولاه نافع، وعبد الله بن دينار، وزيد بن جبير، وصدقة بن يسار.
لكن وقع في هذه الرواية إدراج ميقات أهل اليمن في مسموع ابن عمر من النبي ﷺ، ولم يسمعه منه.
