وقال الدارقطني في العلل (١٣/٤٧/٢٩٣٧): «رواه عبد الرزاق، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ وقت لأهل العراق ذات عرق، ولم يتابع عبد الرزاق على هذا القول.
وخالفه أصحاب مالك، رووه عن نافع، عن ابن عمر، ولم يذكروا فيه ميقات أهل العراق عن النبي ﷺ.
وكذلك رواه أيوب السختياني، وابن عون، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وعبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع. وكذلك رواه سالم، عن ابن عمر. وكذلك رواه عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ».
وقال أبو العباس الداني في الإيماء (٢/ ٣٨٨): «وليس في الموطأ عن ابن عمر غير المواقيت الأربعة، وزاد عبد الرزاق عن مالك في الحديث مرفوعاً: «ذات عرق لأهل العراق»، قال: وأخبرني بعض أهل المدينة أن مالكاً بأخرة محاه من كتابه. ذكر هذا مسلم في التمييز، وأنكره وضعف ما روي في معناه عن ابن عمر وغيره، والثابت عن ابن عمر خلافه»، ثم ذكر ما يدل على ذلك مما أخرجه البخاري من حديث ابن عمر، في توقيت عمر لذات عرق، ثم قال:«وهذا هو الصحيح، والله أعلم».
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٨٩): «ووقع في غرائب مالك للدارقطني: من طريق عبد الرزاق، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وقت رسول الله ﷺ لأهل العراق قرناً، قال عبد الرزاق: قال لي بعضهم: إن مالكاً محاه من كتابه، قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. قلت: والإسناد إليه ثقات أثبات، وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عنه، وهو غريب جداً، وحديث الباب يرده».
ولحديث ابن عمر طرق أخرى:
١ - روى يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وهشيم بن بشير [وهم ثقات أثبات]:
عن عبيد الله بن عمر: أخبرني نافع، عن ابن عمر، قال: نادى رجل رسول الله ﷺ: من أين تأمرنا [أن] نهل؟ قال:«يُهِلّ أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجد من قرن»، قال عبد الله: ويزعمون أنه قال: «وأهل اليمن من يلملم».
أخرجه أحمد (٢/ ٥٥/ ٥١٧٢)، وأبو عوانة (٩/ ٩٣/ ٣٥٦٩ و ٣٥٧٠)، وابن حبان (٩/ ٧٦/ ٣٧٦١)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٢٨٠)[فيه زيادة لا تصح، تفرد بها: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري، وهو متروك، منكر الحديث]. [الإتحاف (٩/ ١٨٣/ ١٠٨٤٢)، المسند المصنف (١٥/٣١/٧١٢٣)].
وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وفيه دلالة على أن الشيخين لم يخرجا كل حديث صحيح، فإنهما يستغنيان ببعض الطرق عن بعض، مع صحة الجميع.