• فقد أرسله:
أسباط بن محمد [كوفي ثقة]: نا محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، عن النبي ﷺ مثله، هكذا مرسلاً؛ لم يذكر جابراً.
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٦٦٢/ ١٣٢١).
وهذا هو الصواب من حديث محمد بن سوقة عن ابن المنكدر مرسلاً، وهم فيه أبو معاوية فوصله.
• قلت: ويؤيد رواية الإرسال ما رواه سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر مرسلاً:
قال سفيان: وكان ابن المنكدر حدثناه أولاً مرسلاً، فقيل له: إنما سمعه من إبراهيم، فأتيت إبراهيم، فسألته عنه، فحدثني به، وقال: حدثت به ابن المنكدر فحج بأهله كلهم.
تقدم تخريجه في حديث الباب.
فدل ذلك على أن ابن المنكدر كان يروي هذا الحديث مرسلاً، وإنما حدثه به إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، وليس هو من حديث جابر.
فمن رواه عن ابن المنكدر عن جابر؛ فقد سلك فيه الجادة والطريق السهل.
• ومما يؤكد أيضاً أن الصواب فيه عن ابن المنكدر مرسلاً:
ما رواه أبو الربيع [الزهراني سليمان بن داود العتكي: ثقة، مكثر عن حماد]، قال: حدثنا حماد بن زيد [ثقة ثبت، أثبت أصحاب أيوب السختياني]، قال: حدثنا أيوب، عن محمد بن المنكدر؛ أن امرأة رفعت صبياً لها إلى النبي ﷺ من هودج، فقالت: هل لهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».
أخرجه ابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (٤٢٧).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
• ولا يغتر بما رواه سويد بن سعيد: نا القاسم بن غصن، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: رفعت امرأة صبياً لها إلى رسول الله ﷺ، فقالت: ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٣/ ٩١٦/ ١٩٢٣).
قلت: القاسم بن غصن: ضعيف، حدث بمناكير [اللسان (٦/ ٣٧٩)].
وسويد بن سعيد الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعف بسبب ذلك.
• فإن قيل: قد تابع أبا معاوية جماعة على وصله من حديث جابر؛ فيقال: ثبت العرش، ثم انقش:
• فقد رواه قزعة بن سويد الباهلي [ليس بالقوي]، عن محمد بن المنكدر: حدثنا جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله ﷺ بعرفة، وأخرجت أعرابية رأسها من هودج لها، ومعها صبي، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».
