قلت: بل ظاهره الوقف؛ بدليل رواية لوين، والذي فيها التصريح برفع كون النبي ﷺ كان يطوف من وراء الحجر، وأن ما عدا ذلك فهو موقوف من كلام ابن عباس نفسه، وذلك فضلا عن كون كلام ابن عباس إنما اشتمل على التحذير من التساهل في نسبة الأقوال إلى قائليها دون التحقق من ألفاظها ومعانيها، وضبطها على الوجه اللائق بها، بحيث يخرجها ذلك التساهل عما قصد به من المعاني، والله أعلم.
قال ابن حجر في الفتح (٧/ ١٥٩): «قوله: يا أيها الناس اسمعوا مني ما أقول لكم وأسمعوني، بهمزة قطع، أي: أعيدوا علي قولي؛ لأعرف أنكم حفظتموه، كأنه خشي أن لا يفهموا ما أراد، فيخبروا عنه بخلاف ما قال، فكأنه قال: اسمعوا مني سماع ضبط وإتقان، ولا تقولوا: قال، من قبل أن تضبطوا».
• وقد روي نحو قول ابن عباس من مرسل محمد بن كعب القرظي، بإسناد ضعيف [أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٥٤/ ١٤٨٧١)(٨/ ٤٥٤/ ١٥٥٣٦ - ط الشثري)، وأبو داود في المراسيل (١٣٤)] [وانظر: الأحكام الوسطى (٢/ ٣٢٥)، وقال:«هذا مرسل ومنقطع، ليس بمتصل السماع». بيان الوهم (٣/ ٨١/ ٧٧٢)].
وفي الباب:
١ - روى جماعة من الثقات وغيرهم، قالوا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثني محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: رفعت امرأة صبيا لها إلى النبي ﷺ في حجته [وفي رواية: من محفة]، فقالت: يا رسول الله! ألهذا حج؟ قال:«نعم، ولك أجر».
أخرجه الترمذي (٩٢٤)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه «مختصر الأحكام»(٤/ ١٨٤/ ٨٤٦)، وابن ماجه (٢٩١٠)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (٦٤١)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٦٦٢/ ١٣١٩ و ١٣٢٠)، وأبو الحسن العيسوي في فوائده (٤٣)، وأبو علي ابن شاذان في الثامن من حديث أبي عمرو ابن السماك عن شيوخه (٦٦)، وفي الأول من حديثه (١١٦)، وفي الثاني من فوائده المنتقاة (٤٨)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٥٦)، والبيهقي (٥/ ١٥٦). [التحفة (٢/ ٥٠٤/ ٣٠٧٦)، المسند المصنف (٥/ ٢٩١/ ٢٦٥٤)].
قال الترمذي: حديث جابر: حديث غريب.
وقال أبو علي الطوسي:«وحديث جابر: حديث غريب، وحديث محمد بن سوقة: رواه محمد بن المنكدر عن النبي ﷺ مرسلا».
قلت: ليس لمحمد بن سوقة عن ابن المنكدر عن جابر في الكتب الستة سوى هذا الحديث.
• وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير: ثقة، من أثبت الناس في الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، وقد خولف في وصل هذا الحديث: