غيره، وكان ثقة حافظا مشهورا، كذلك فإن الأمير سنجر الجاولي لما رتب المسند أخذه موصولا من الموضعين [مسند الشافعي (٩٣٨) و (٩٣٩) - ترتيب سنجر]، وهذا يدل على قصور وقع في نسخة البيهقي في الموضع الثاني، كما قد رواه أيضا عن الربيع بن سليمان عن الشافعي به موصولا: أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وهو: ثقة حافظ [السير (١٥/ ٦٥)]، وقد تابع الربيع بن سليمان على وصله: حرملة بن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني [كما في التمهيد لابن عبد البر (١/ ٢٦٣ - ط الفرقان)]، وهما ثقتان، ولذا فإن المعتمد عن الشافعي في هذه الرواية هو الوصل، ولا يلتفت إلى دعوى الإرسال فيمن رواه عن الشافعي، سوى ما نسب إلى الزعفراني في القديم، وهو وهم، والله أعلم.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٦٦) - ط (الفرقان) بعد ذكر الاختلاف على سفيان الثوري: «ومن وصل هذا الحديث وأسنده: فقوله أولى، والحديث صحيح مسند، ثابت الاتصال، لا يضره تقصير من قصر به، لأن الذين أسندوه حفاظ ثقات».
• وبعد هذا البيان: فقد انتقد الدارقطني على مسلم إخراجه لحديث ابن عيينة عن إبراهيم بن عقبة موصولا؛ فقال في التتبع (١٨٦): «وأخرج مسلم: من حديث ابن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس: رفعت امرأة صبيا».
قلت: قد أصاب مسلم في إخراجه هذا الحديث؛ فهو حديث صحيح محفوظ، متصل الإسناد، برواية الثقات الضابطين.
قد رواه سفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، ومعمر بن راشد، ومحمد بن إسحاق:
عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا.
ورواه مالك بن أنس، وسفيان الثوري: عن إبراهيم عن كريب به مرسلا وموصولا، مع ثبوت الوصل عنهما.
ورواه سفيان الثوري، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا.
ورواه موسى بن عقبة عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا.
وقد صحح الوصل فيه: أحمد، ومسلم، والنسائي، والطحاوي، وابن عبد البر، وغيرهم، واحتج به: أبو داود، والنسائي، وصححه مسلم وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والطحاوي، والبيهقي، والبغوي.
وله طرق أخرى عن ابن عباس:
أ - رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال: حدثنا عبد الكريم بن أبي المخارق، عن طاووس، عن ابن عباس ﵄، قال: مر رسول الله ﷺ بامرأة وهي في محملها، معها صبي،، فأخذت الصبي بإحدى يديها، فقالت: يا نبي الله، هل لهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».