للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال البخاري في التاريخ الكبير بعد ذكر الاختلاف: «أخشى أن يكون هذا الحديث مرسلاً في الأصل».

وأما النسائي في المجتبى وفي الكبرى فإنه لم يخرجه من وجه واحد مرسلاً؛ إنما أخرجه من طريق الثوري عن محمد بن عقبة موصولاً، ثم من طريق أبي نعيم عن الثوري عن إبراهيم بن عقبة موصولاً، ثم من طريق ابن عيينة موصولاً، ثم من طريق ابن وهب عن مالك موصولاً، ثم قال: إبراهيم، ومحمد، وموسى بنو عقبة: ثقات كلهم، وأكثرهم حديثاً: موسى بن عقبة، وهم من أهل المدينة [وانظر فيمن نقله عنه: مسند الموطأ للجوهري (٢٦٨)].

وهذا يدل على ترجيحه للوصل، إذ لم يكن يخفى عليه أن أكثر رواة الموطأ قد رواه عن مالك مرسلاً، وأن ابن مهدي والقطان قد روياه عن الثوري عن إبراهيم بن عقبة مرسلاً؛ فلما أهمل النسائي ذكر هذه الطرق المرسلة - على غير عادته - دل على صحة الوصل عنده، واعتماده إياه دون الإرسال، والله أعلم.

وقال البيهقي في بيان الخطأ: «هكذا رواه الربيع بن سليمان عن الشافعي في كتاب المناسك موصولاً، ورواه في موضع آخر من المناسك مرسلاً دون ذكر ابن عباس فيه، وكذلك رواه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني عن الشافعي في الكتاب القديم مرسلاً، وكذلك رواه أكثر أصحاب الموطأ عن مالك مرسلاً، وروي عن أبي مصعب عن مالك موصولاً، … ، ويشبه أن يكون مالك يوصله مرة ويرسله أخرى، فاختلف الرواة عنه لذلك، والله أعلم، والحديث في الأصل موصول من غير جهة مالك، رواه الشافعي وجماعة، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة موصولاً، وأخرجه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان. ورويناه من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وعبد العزيز بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن عقبة موصولاً. واختلف فيه على سفيان الثوري عن إبراهيم، فرواه عنه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي مرسلاً، ورواه عنه أبو نعيم موصولاً. ورواه جماعة عن سفيان الثوري، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس موصولاً، وأخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرحمن بن مهدي وأبي أسامة عن سفيان عن محمد بن عقبة موصولاً، ومن حديث ابن مهدي عن سفيان عن إبراهيم مرسلاً، فأما من جهة مالك عن إبراهيم فالذي يغلب على الظن أنه وقع في أحد الموضعين في كتاب الربيع خطأ من الكاتب بدليل روايته في موضع آخر مرسلاً، ورواية الزعفراني عنه في الكتاب القديم مرسلاً، والله أعلم»، وذكر بعضه في المعرفة.

قلت: الذي وقفت عليه في الموضعين من المناسك من كتاب الأم برواية الربيع [الأم (٣/٢٧٥/٩٣٧) و (٣/٤٥١/١١٧٩)]: موصولاً، وهكذا لما جمع أبو العباس الأصم مسند الشافعي، أودع الحديث من الموضعين موصولاً [المسند (١٠٧) و (١٣٠)]، وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم هو شيخ شيخ البيهقي، وهو أعلم بكتب الشافعي وحديثه من

<<  <  ج: ص:  >  >>