رواية حاتم بن إسماعيل عند ابن عبد البر، وتبين بذلك أن إقحامه في الإسناد غلط من بعض رواة الإسناد، والله أعلم.
• وبهذا يكون قد ثبت لدينا في المحفوظ من الروايات:
أن هذا الحديث قد رواه: إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة، وموسى بن عقبة [وهم إخوة ثقات]: ثلاثتهم، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ.
• ورواه عبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]، عن محمد بن عقبة، عن أخيه إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس؛ أن امرأة أخرجت صبيا لها، فقالت: يا رسول الله! هل لهذا حج؟ فقال: «نعم، ولك أجر».
أخرجه أحمد (١/ ٢٨٨/ ٢٦١٠) (٢/ ٦٣٨/ ٢٦٥٣ - ط المكنز). [الإتحاف (٧/ ٦٨٥/ ٨٧٥٤)، المسند المصنف (١٢/ ١٢٠/ ٥٧٧٤)].
قلت: وهم في إسناده عبد الله بن عمر العمري، والمحفوظ ما رواه إمام المحدثين، وجبل الحفظ والإتقان: سفيان الثوري، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا.
• قال الأثرم: «قلت لأبي عبد الله: الذي يصح في هذا الحديث: حديث كريب مرسل؟ أو: عن ابن عباس؟
فقال: هو عن ابن عباس صحيح.
قيل لأبي عبد الله: أن الثوري ومالكا يرسلانه؟ فقال: معمر وابن عيينة وغيرهما قد أسندوه» [التمهيد (١/ ١٠٢) (١/ ٢٦٨ - ط الفرقان)].
• وقال عباس الدوري في تاريخ ابن معين (٣/ ١٤١/ ٥٩٤): حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس؛ أن امرأة رفعت صبيا لها في محفة إلى النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله! أ لهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر». قال يحيى: «إنما يرويه الناس مرسلا عن كريب».
وقال في موضع آخر (٣/ ٢٢٥/ ١٠٥٢): «أخطأ فيه ابن عيينة؛ إنما هو مرسل»، ثم قال يحيى: «رواه عنه الثوري مرسلا». [ونقله عنه: الطحاوي في المشكل (٦/ ٣٩٣/ ٢٥٦٠)] ..
ورواه عن ابن معين أيضا: ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٢٨٠/ ٩٨٦ - السفر الثالث) (٢/ ٣١٤/ ٣٠٩٢ - السفر الثالث)، وفيه: قال ابن معين: «مرسل، ليس فيه ابن عباس».
قلت: تقدم بيان ذكر من وصله، وذكر في إسناده ابن عباس، وأنه هو المحفوظ.
قال أبو جعفر الطحاوي: «ما عمل يحيى في هذا شيئا، وما رواه الثوري إلا مرفوعا كما قد ذكرناه عن أبي أمية، عن أبي نعيم عنه، وقد روى هذا الحديث أيضا محمد بن عقبة عن كريب، فرفعه»، يعني: وصله.