كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٨ - باب في الصبي يحج - ج: 23 - ص: 369

فاختلف الرواة عنه لذلك، والله أعلم، والحديث في الأصل موصول من غير جهة، مالك».

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٩٥) (١/ ٢٦٠ - ط الفرقان): «وهذا الحديث مرسل عند أكثر الرواة للموطأ، وقد أسنده عن مالك: ابن وهب، والشافعي، ومحمد بن خالد بن عثمة، وأبو المصعب، وعبد الله بن يوسف، قالوا فيه عن مالك، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس؛ أن رسول ﷺ … الحديث …

ورأيت في بعض نسخ موطأ مالك - رواية ابن وهب عنه - هذا الحديث مرسلاً، من رواية يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، ولا أثق بما رأيته من ذلك؛ لأن أبا جعفر الطحاوي ذكر هذا الحديث في كتابه؛ كتاب تهذيب الآثار: عن يونس، عن ابن وهب، عن مالك، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مسنداً. وكذلك رواه: سحنون، والحارث بن مسكين، وأحمد بن عمرو بن السرح، وسليمان بن داود، كلهم: عن ابن وهب، عن مالك، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مسنداً. وكذلك ذكره الدارقطني من رواية أبي الطاهر، وسليمان بن داود، والحارث بن مسكين، عن ابن وهب مسنداً. وهو الصحيح من رواية ابن وهب، والشافعي، ومحمد بن خالد بن عثمة، وأبي مصعب». يعني فيمن رواه عن مالك موصولاً.

وقال في الاستذكار (٤/ ٣٩٧): «هكذا روى يحيى هذا الحديث مرسلاً، وتابعه أكثر الرواة للموطأ. ورواه ابن وهب، وأبو مصعب، والشافعي، وابن عثمة، وعبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن النبي ﵇. وقد ذكرنا في التمهيد الاختلاف على إبراهيم بن عقبة وعلى محمد بن عقبة أيضاً في هذا الحديث.

وهو حديث مسند صحيح؛ لأنه حديث قد أسنده ثقات، ليسوا بدون من قطعه».

وقال أبو العباس الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (٤/ ٥٦٢): «هكذا هو عند يحيى بن يحيى وطائفة من رواة الموطأ مرسلاً. وأسنده ابن وهب، والشافعي، ومطرف، وجماعة عن مالك، زادوا فيه: عن ابن عباس».

قلت: الجوهري وابن عبد البر أعلم باتفاق رواة الموطأ واختلافهم من الدارقطني، حيث قال في أحاديث الموطأ (١٤): «أسنده: ابن وهب، وابن القاسم، وأبو مصعب، وأرسله: معن، والباقون، وأسند: ابن عثمة، ومطرف».

أعني بذلك: قبول قول الجوهري بأن رواية معن عن مالك بالوصل، وليست بالإرسال، ونستفيد من كلام الدارقطني والداني إضافة مطرف بن عبد الله فيمن وصل الحديث عن مالك، كما نستفيد من الدارقطني أيضاً أنه وقف على رواية ابن القاسم بالوصل [وانظر أيضاً: مشارق الأنوار (٢/ ٣٣٥)].

قلت: والمحفوظ عن عبد الله بن وهب الوصل: فقد رواه عنه موصولاً: أبو الطاهر