من رواية إبراهيم بن يزيد الخوزي، وقد ضعفه أهل العلم بالحديث، يحيى بن معين وغيره، وروي من أوجه أخر كلها ضعيفة».
قلت: إبراهيم بن يزيد الخوزي: متروك، منكر الحديث، وحديثه منكر؛ ولا يصلح مثله أن يتقوى بالمرسل، ولا يثبت في الباب حديث مسند؛ إنما هي مناكير وأباطيل وموضوعات، وغاية ما يصح فيه المرسل، والله أعلم.
قال ابن دقيق العيد في الإمام، متعقباً البيهقي: «قوله: فيه قوة، فيه نظر، لأن المعروف عندهم أن الطريق إذا كان واحداً، ورواه الثقات مرسلاً، وانفرد ضعيف برفعه أن يعللوا المسند بالمرسل، ويحملوا الغلط على رواية الضعيف، فإذا كان ذلك موجباً لضعف المسند، فكيف يكون تقوية له؟!» [نصب الراية (٣/٨)، البدر المنير (٦/٢٩)].
قلت: المخرج هنا مختلف، فإن أسانيد حديث ابن عمر لا تشترك في مخارجها مع مرسل الحسن على تعدد الطرق إليه؛ نعم؛ مرسل الحسن الأسانيد إليه صحيحة؛ لكن كل أسانيد حديث ابن عمر منكرة؛ لا تتقوى بغيرها.
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ١٦٥): «وروي عن النبي ﵇ أنه قال: «السبيل الزاد والراحلة»، من وجوه منها مرسلة، ومنها ضعيفة».
وقال في التمهيد (٩/ ١٢٥): «روي عن النبي ﷺ أنه قال: «السبيل: الزاد والراحلة»، وهذا الحديث لو صح؛ لكان فرض الحج في المال والبدن نصاً، كما قال الشافعي ومن تابعه ولكنه حديث انفرد به إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو ضعيف».
وضعفها كلها عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٥٨)، فأورد حديث علي وابن عمر عند الترمذي وأعقبهما بالتضعيف؛ ثم قال: «وقد خرج الدارقطني هذا الحديث من حديث جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وأنس، وعائشة، وغيرهم؛ وليس فيها إسناد يحتج به».
وقال ابن الصلاح في شرح مشكل الوسيط (٣/ ٢٨٠): «قوله: وقال النبي ﷺ في تفسير الاستطاعة: أنها زاد وراحلة.
كان ينبغي أن لا يقول: قال، ويقول: روي عن النبي ﷺ؛ فإنه حديث ضعيف، ضعفه الشافعي وغيره من أهل الحديث، روي من حديث ابن عمر وأنس وغيرهما، بأسانيد ضعيفة، والله أعلم».
وقال ابن دقيق العيد في الإمام: «وقد خرج الدارقطني هذا الحديث عن جابر، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وعائشة، وليس فيها إسناد يحتج به» [نصب الراية (٣/١٠)].
وقد أوردها الزيلعي في نصب الراية، وضعفها كلها، وضعفه النووي أيضاً في المجموع شرح المهذب (٧/ ٦٤). [وانظر: البدر المنير (٦/١٩ - ٣٠)، التوضيح شرح البخاري (١١/٢١)، وقد جهد في تصحيح الحديث من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة عن