رواه أحمد بن محمد بن سعيد: ثنا أحمد بن الحسن بن سعيد: نا أبي: نا حصين بن مخارق، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول الله ما السبيل إليه؟ قال:«الزاد والراحلة».
قلت: هذا حديث موضوع؛ تفرد بوصله من حديث أنس: حصين بن مخارق، وهو: منكر الحديث، متروك، قال الدارقطني:«يضع الحديث»، وخفى أمره على الطبراني فقال:«ثقة» [الضعفاء والمتروكين (١٧٩)، الميزان (١/ ٥٥٤) و (٤/ ٥١١)، اللسان (٢/ ٣٨٩)، الدراية (٢/٣٨)].
والإسناد إليه مجهول، وشيخ الدارقطني: أحمد بن محمد بن سعيد، هو: أبو العباس ابن عقدة الحافظ المكثر شيعي، اختلف الناس فيه، ضعفه غير واحد بسبب كثرة الغرائب والمناكير في حديثه، وقد كذب الدارقطني من اتهمه بالوضع، وقال:«إنما بلاؤه من هذه الوجادات»، وقال ابن عبد الهادي:«ابن عقدة لا يتعمد وضع متن، لكنه يجمع الغرائب والمناكير، وكثير الرواية عن المجاهيل» [انظر: سؤالات البرقاني (١٥)، سنن الدارقطني (٢/ ٢٦٤) وقال: «ضعيف». تاريخ بغداد (٥/١٤)، السير (١٥/ ٣٤٠)، الكشف الحثيث (٧٨)، اللسان (١/ ٢٨٧)، وغيرها]، قلت: وهذا من غرائبه ومناكيره، والله أعلم.
• ورواه علي بن العباس بن الوليد البجلي [المقانعي الكوفي: وثقه الدارقطني ومسلمة بن قاسم والذهبي. سؤالات السهمي (٣١٥)، سؤالات الحاكم (١٣٦)، تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٤٠١)، الأنساب (٥/ ٣٦١)، السير (١٤/ ٤٣٠)، تاريخ الإسلام (٢٣/ ٢٧٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢١٧)] حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي [الكوفي: لا بأس به] نا ابن أبي زائدة [يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثقة متقن]، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ، في قوله ﵎: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: ٩٧]، قال: قيل: يا رسول الله ما السبيل؟ قال:«الزاد والراحلة».
أخرجه الدارقطني (٣/ ٢١٥/ ٢٤١٨)، والحاكم (١/ ٤٤٢)(٢/ ٣٥٧/ ١٦٣٠ - ط الميمان)، والبيهقي في الخلافيات (٥/ ١٢٤/ ٣٦٦٣)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/ ١١٣/ ١١٩٣). [الإتحاف (٢/ ٢٢١/ ١٥٩١)].
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
قال البيهقي في السنن (٤/ ٣٣٠) بعد حديث الخوزي: «وروي عن سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، عن قتادة عن أنس عن النبي ﷺ، في الزاد والراحلة، ولا أراه إلا وهماً».