وقال في كتاب الجهر بالبسملة عن سنن الدارقطني بأنها: «مجمع الأحاديث المعلولة، ومنبع الأحاديث الغريبة» [نصب الراية (١/ ٣٥٦)].
وقال الكتاني في الرسالة المستطرفة (٣٥): «وسنن الدارقطني جمع فيها غرائب السنن، وأكثر فيها من رواية الأحاديث الضعيفة والمنكرة؛ بل والموضوعة».
وممن لم يغتر بذلك: عبد الحق الإشبيلي، فقال في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٥٨) بعد أن أورد حديث علي وابن عمر عند الترمذي وأعقبهما بالتضعيف؛ قال: «وقد خرج الدارقطني هذا الحديث من حديث جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وأنس، وعائشة، وغيرهم؛ وليس فيها إسناد يحتج به».
وقال ابن دقيق العيد في الإمام: «وقد خرج الدارقطني هذا الحديث عن جابر، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وعائشة، وليس فيها إسناد يحتج به» [نصب الراية (٣/١٠)].
• وأما البيهقي فقد كان كلامه في السنن (٤/ ٣٣٠) منضبطاً بقواعد أهل العلم بالحديث، منصفاً في بيان ضعف الراوي، وكذلك في بيان علة الحديث المعلول، حيث قال بعد حديث الخوزي:
«وقد رواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن محمد بن عباد؛ إلا أنه أضعف من إبراهيم بن يزيد.
ورواه أيضاً محمد بن الحجاج عن جرير بن حازم عن محمد بن عباد، ومحمد بن الحجاج: متروك.
وروي عن سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ، في الزاد والراحلة، ولا أراه إلا وهماً».
• وله طريق أخرى عن ابن عمر:
رواه سعيد بن سلام العطار، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ نحوه.
علقه ابن أبي حاتم في العلل (٨٩١).
قال علي بن الحسين بن الجنيد: «هذا حديث باطل» [علل الحديث (٨٩١)].
قلت: وهو كما قال، والآفة فيه من سعيد بن سلام العطار، وهو: متروك، منكر الحديث، كذبه جماعة، واتهم بالوضع [اللسان (٤/ ٥٥)]، ولا أرى هذا إلا من وضعه.
٣ - حديث علي بن أبي طالب:
رواه هلال أبو هاشم الخراساني: حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «من ملك زاداً وراحلةً ولم يحج بيت الله؛ فلا يضره مات يهودياً أو نصرانياً؛ وذلك بأن الله قال: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (٩٧).