للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بأس»، وهكذا رفع ابن معين من شأن أبي أحمد الزبيري في الثوري، بينما حط من شأن معاوية، لما له من أوهام كثيرة عن الثوري [تاريخ ابن معين للدارمي (٩٠ - ٩٥) قلت: وهو في الجملة صدوق؛ كما قال أبو حاتم وغيره، لكنه كثير الخطأ في حديث الثوري [الجرح والتعديل (٨/ ٣٨٥)، التهذيب (٤/ ١١٢)]، وقد استغرب له ابن عدي حديثين تفرد بهما عن الثوري، وخطأه في حديث تفرد به عن مالك، ثم قال: «ولمعاوية بن هشام غير ما ذكرت حديث صالح عن الثوري، وقد أغرب عن الثوري بأشياء، وأرجو أنه لا بأس به» [الكامل (٦/ ٤٠٧)].

والحاصل: فإن هذا الحديث قد اشتهر من حديث ابن جريج، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، كما اشتهر أيضاً من حديث عكرمة، ولا يُعرف من حديث عطاء بن أبي رباح، ولا من حديث الثوري إلا من هذا الوجه الغريب، والله أعلم.

• خالفهم فجعله مقطوعاً على عكرمة، لم يجاوزه:

رواه حجاج بن منهال [ثقة، من أصحاب حماد]، قال: حدثنا حماد بن سلمة [ثقة]، عن عاصم الأحول [عاصم بن سليمان الأحول: ثقة]، عن عكرمة، قال: كان يكره أن يقال: صرورة.

أخرجه الطحاوي في المشكل (٣/ ٣١٦).

وهذا مقطوع على عكرمة قوله؛ بإسناد صحيح.

• خالفهم فأوقفه: محمد بن شريك [مكي، ثقة، من السابعة، عزيز الحديث]، فرواه عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس - ولم يذكر النبي ، قال: لا صرورة في الإسلام، إنه كان الرجل في الجاهلية يلطم وجه الرجل، ويقول: إنه صرورة، [فيقال: ذروا صرورة وجهله، ولو ألقى سلاحه في رحله]. فقيل لعكرمة: وما الصرورة؟ قال: يقولون: الذي لم يحج ولم يعتمر [أو قال: ولم يضح].

أخرجه الطحاوي في المشكل (٣/ ٣١٥ و ٣١٦).

قلت: وهم في إسناده محمد بن شريك، والمعروف عن عمرو بن دينار عن عكرمة مرسلاً؛ كما سيأتي.

• فقد رواه سفيان بن عيينة [وعنه: عبد الرزاق بن همام، وعلي بن حرب، ويوسف بن عدي، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وهم ثقات]، والمثنى بن الصباح [ضعيف]:

عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: كان الرجل إذا لطم الرجل في الجاهلية، قال: أنا صرورة، فيقال له: اعذروا الضرورة بجهله، ولو رمى بجعره في رحله، فلما كان الإسلام، قال رسول الله : «لا صرورة في الإسلام». لفظ عبد الرزاق والزبيري عن ابن عيينة، ولفظ المثنى مختصر.

ولفظ يوسف عن ابن عيينة [عند الطحاوي]: عن عمرو، عن عكرمة - ولم يذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>