كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٣ - باب لا ضرورة في الإسلام - ج: 23 - ص: 319

وانظر أيضاً: الأحكام الوسطى (٢/ ٢٥٨)، المجموع شرح المهذب (٧/ ١١٣ و ١١٧) [وقال: «رواه أبو داود بإسناد صحيح، بعضه على شرط مسلم، وباقيه على شرط البخاري»؛ فوهم في ذلك].

كذلك فإن كتب الرجال إنما ترجمت لعمر بن عطاء بن وراز بالرواية عن عكرمة، وعنه ابن جريج، وأما ابن أبي الخوار فإنه يروي عن ابن عباس؛ لا عن عكرمة [التاريخ الكبير (٦/ ١٨١) (٧/ ٢١٩ و ٢٢٠ - ط الناشر المتميز)، ضعفاء العقيلي (٣/ ١٨٠)، الجرح والتعديل (٦/ ١٢٥ و ١٢٦)] [وقد خلط ابن حبان في الثقات (٧/ ١٨٠) بين الترجمتين].

فتبين بذلك أن النسبة التي وقعت في إسناد الطبراني هي غلط من بعض الرواة، وليست من عيسى بن يونس، بدليل خلو حديث عيسى بن يونس من هذه النسبة عند الطحاوي وابن عدي، وكذلك لم ينسب في بقية الروايات عن ابن جريج، وقد نص ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة الرازي: على أن الذي يروي عن عكرمة، وعنه ابن جريج: إنما هو ابن وراز، وليس ابن أبي الخوار، وزاد أبو زرعة بأن عمر بن عطاء بن وراز هو الذي يحدث عن عكرمة عن ابن عباس: حديث الصرورة، فنص على هذا الحديث بعينه، وقال أحمد قاطعاً للظنون: «من قال: عمر بن عطاء بن أبي الخوار عن عكرمة؛ فقد أخطأ، إنما روى عن عكرمة: عمر بن عطاء بن وراز، ولم يرو ابن أبي الخوار عن عكرمة شيئاً»، وتبعهم على ذلك: ابن عدي، والبيهقي، والمزي، والمنذري، وهو الصواب، واستروح ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٤٢٩) لما رآه في معجم الطبراني، وكل من صحح هذا الإسناد ذهب إلى أن راويه هو: عمر بن عطاء بن أبي الخوار الثقة؛ ولم يصب في ذلك، إنما هو: ابن وراز الضعيف، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل [وانظر أيضاً: الكاشف (٤٠٩٥)، المغني في الضعفاء (٤٥١٠)، الميزان (٣/ ٢١٣)، توضيح المشتبه (٩/ ١٨٠)، التهذيب (٣/ ٢٤٤)].

وانظر في الأسانيد التي تؤكد ما ذهب إليه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وابن عدي، من أن ابن جريج يروي عن عمر بن عطاء بن وراز عن عكرمة: ما أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٥١٥/ ٦٥٣١).

ونخلص من كلام كبار الأئمة النقاد: أن كل حديث رواه ابن جريج، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة: فهو عمر بن عطاء بن وراز، وهو: ضعيف، والله أعلم.

• ثم قال الطحاوي: «ولم نجد في هذا الباب حديثاً متصل الإسناد إلى رسول الله ﷺ غير هذا الحديث، فأما ما سواه من الأحاديث المروية فيها: فمنها ما يروى عن ابن عباس مما لا يتجاوز به إلى النبي ﷺ».

قلت: هكذا رواه متصلاً:

أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، ومحمد بن بكر البرساني، وعيسى بن يونس