للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البعض؛ لأن الكل لم يسمعه سعيد عن أبي هريرة، فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطاً على حسب ما ذكرناه».

وحاصل هذا الكلام: أن الإسناد الذي يظهر لنا احتمال وهم ابن عجلان فيه، هو ما قال فيه: عن سعيد عن أبي هريرة، حيث يحتمل أن يكون أسقط الواسطة بين شيخه سعيد وبين أبي هريرة، أو يكون سمعه هكذا، فالذي يختلط إسناده على ابن عجلان ولم يضبطه يجعله: عن سعيد عن أبي هريرة، هذه أمارة الوهم من ابن عجلان في أحاديثه عن شيخه سعيد، فيما اختلط عليه ولم يضبطه.

فلما توبع ابن عجلان على كلا الوجهين، علمنا أنه لم يضطرب في إسناده، وأن سعيداً المقبري، كان أحياناً يحدث به عن أبي هريرة، وأحياناً يحدث به عن أبيه عن أبي هريرة، كما سبق تقريره، والله أعلم.

د - ورواه كثير بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «لا تخرج امرأة مسيرة ليلة إلا مع ذي محرم».

أخرجه ابن صاعد في الثالث من مناسك الحج (١٤٤).

هكذا رواه عن كثير بن زيد أبو أحمد الزبيري [وهو: ثقة ثبت].

• وتابعه على هذا الوجه: سفيان بن حمزة [الأسلمي: صدوق]، علقه ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٥٥).

لكن ذكر الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٦٢/ ٢٠٥١)؛ أن سفيان بن حمزة، رواه عن كثير، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.

فتساقط الوجهان.

• وخالف أبا أحمد الزبيري: أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد [ثقة]، قال: نا كثير بن زيد قال: حدثنا المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي قال: «يا نساء المسلمات! لا تخرج امرأة مسيرة ليلة إلا ومعها ذو محرم».

أخرجه ابن صاعد في الثالث من مناسك الحج (١٤٥).

قلت: قد اختلف ثلاثة من الثقات على كثير بن زيد ابن مافنة، مما يدل على أنه لم يكن يضبط إسناده، وهو وإن كان محفوظاً عن سعيد المقبري بالوجهين؛ إلا أن كثير بن زيد الأسلمي المعروف بابن مافنة: متكلم فيه، ليس ممن يحتج به إذا انفرد؛ نعم هو في الأصل صدوق؛ لكن فيه لين، وليس بذاك القوي، ومن دلائل ضعفه كثرة اضطرابه في الأسانيد [انظر: التهذيب (٣/ ٤٥٨)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩٧)، الميزان (٣/ ٤٠٤)].

وهذا الحديث محفوظ عن كثير بأحد الوجهين؛ حدث بهذا مرة وبهذا مرة، فلم نعرف أيهما الصحيح عنه؟ وكلاهما صحيح محفوظ في نفسه من حديث سعيد المقبري [لما سبق بيانه]، وحديث كثير هذا: صالح في المتابعات، حيث لم يخرج عن الوجهين المحفوظين في حديث سعيد المقبري، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>