قال ابن خزيمة: «هو صحيح عن أبيه عن أبي هريرة. رواه الليث بن سعد، وابن عجلان، وابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قد خرجته في كتاب الكبير».
وقال ابن صاعد: «هكذا هو في الموطأ، وقد زيد في إسناده، فقيل: عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة».
ورواه مسلم (٤٢١/ ١٣٣٩) (٣/ ٥٨٥/ ١٣٥٩ - ط التأصيل) (٢٠٩ - نسخة شرف الدين السلمي الأندلسي) وغيرها، قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها».
هكذا وقفت عليه بزيادة: «عن أبيه»؛ في عامة النسخ المطبوعة والمخطوطة.
وقد أخرجه البيهقي في سننه من طريق يحيى بن يحيى مثل الجماعة، ثم قال: «رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى [يعني: مثل الجماعة بدون ذكر أبيه في الإسناد]، ورواه بشر بن عمر عن مالك عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة»، وكذا قال في المعرفة.
وهذا من الدلائل على أن رواية يحيى بن يحيى النيسابوري عند مسلم هي كرواية الجماعة؛ بدون زيادة: «عن أبيه».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٨/ ٥٣١): «هكذا رواه يحيى [يعني: الليثي] وجماعة الرواة: عن مالك عن سعيد عن أبي هريرة، ورواه بشر بن عمر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة».
وقال في التمهيد (٢١/٥٠): «هكذا رواه جماعة الرواة للموطأ: عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، ورواه بشر بن عمر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وكان سعيد بن أبي سعيد فيما يقولون: قد سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه عن أبي هريرة، كذا قال ابن معين وغيره، فجعلها كلها أحياناً عن أبي هريرة».
فيدخل في ضمن المذكورين من جماعة الرواة عن مالك: يحيى بن يحيى النيسابوري، إذ لم يذكر ابن عبد البر خلافاً للجماعة إلا ما رواه بشر بن عمر بهذه الزيادة، وينضم بذلك قول ابن عبد البر إلى رواية البيهقي.
وقال أبو العباس الداني في كتابه الإيماء إلى أطراف الموطأ (٣/ ٤٩١): «هكذا هو في الموطأ لسعيد عن أبي هريرة من غير واسطة، ورواه بشر بن عمر الزهراني وطائفة، عن مالك، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وخرج في الصحيح: عن مالك، عن سعيد، عن أبي هريرة؛ كما في الموطأ.
ومن غير طريق مالك عن سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة.
وسعيد سمع من أبي هريرة، وروى أيضاً عن أبيه عنه».