قال: قال رسول الله ﷺ: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد».
أخرجه البزار (٢/٣٧/١١٤٧ - كشف الأستار).
قال البزار: «لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد».
وهذا حديث منكر؛ تفرد به: محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار المكي، ومحمد بن مسلم: صدوق، يخطئ إذا حدث من حفظه، وله غرائب وأوهام، وقد ضعفه أحمد على كل حال، من كتاب وغير كتاب، كما أنه كثيراً ما يخالف سفيان بن عيينة في عمرو بن دينار [انظر: التهذيب (٣/ ٦٩٦)، الميزان (٤/٤٠)، التقريب (٥٦٤)].
وقد تفرد به بشر بن المنذر الرملي قاضي المصيصة: ليس به بأس، في حديثه وهم، ولا يتابع على بعض حديثه [ضعفاء العقيلي (١/ ١٤١)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٦٧)، الثقات (٨/ ١٤٤)، اللسان (٢/ ٣١٤)].
وقد أنكر عليه أبو حاتم والعقيلي حديثاً بهذا الإسناد: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، قيل: وما بره يا رسول الله؟ قال: «إطعام الطعام، وطيب الكلام»، قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر، شبه موضوع، وبشر بن المنذر: كان صدوقاً»، وقال العقيلي: «ولا يتابع عليه من حديث عمرو بن دينار».
• والمعروف في هذا عن عمرو بن دينار مرسل:
فقد رواه داود بن عبد الرحمن [العطار المكي: ثقة، وروايته عن عمرو عند الجماعة]، عن عمرو بن دينار [ثقة ثبت]، عن ابن لعبد الله بن عمر؛ أن رسول الله ﷺ، قال: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما ينفيان الفقر والذنوب، كما تنفي الكير خبث الحديد».
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٣٦٨ - بغية الباحث).
وهذا مرسل بإسناد جيد، وهو الصواب، والله أعلم.
ج - ورواه إبراهيم بن يوسف الحضرمي الصيرفي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش [ثقة، صحيح الكتاب]، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ١٧٠/ ٤٩٧٧)، والدارقطني في الرابع من الأفراد (٩).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا أبو بكر، تفرد به: إبراهيم بن يوسف».
وقال الدارقطني: «هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن جابر بن عبد الله، تفرد به يزيد بن أبي زياد عنه، وتفرد به: أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد».