كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ١ - باب فرض الحج - ج: 23 - ص: 251

وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه: عمرو بن قيس الملائي».

قلت: لم يُرو بهذا الإسناد سوى هذا الحديث، وترجمة: عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن ابن مسعود سلسلة مشهورة، وطريق مسلوكة، وجادة معروفة، يروى بها أحاديث صحاح، لكنه غريب من هذا الوجه، استغربه الترمذي، والبزار، وأبو علي الطوسي، والدارقطني وأبو نعيم، واستنكره ابن معين، والعقيلي.

وعمرو بن قيس الملائي: ثقة متقن، لكن لا يُعرف له رواية عن عاصم بن أبي النجود سوى في هذا الحديث.

وهذا حديث غريب من حديث عمرو بن قيس الملائي؛ وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان كوفي صدوق، لكنه ليس بذاك الحافظ الذي يحتمل منه التفرد عن عمرو بن قيس دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم، ولا التفرد بهذا الإسناد الكوفي المشهور، وقد خطأه أبو سعيد الأشج في أحاديث رواها، وقال البزار: «ليس ممن يلزم بزيادته حجة، لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظاً، وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره: لم يُتابع عليها»، وذكر له ابن عدي في كامله أحاديث أنكرها عليه، وخطأه فيها، تفرد بها عن الثقات، أو خالف فيها غيره، وذلك فيما رواه عن إسماعيل بن أبي خالد، والضحاك بن عثمان، والأعمش، وعمرو بن قيس، وهشام بن سعد، وابن جريج، وشعبة، ثم قال ابن عدي: «وإنما أتي هذا من سوء حفظه، فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق، وليس بحجة» [علل ابن أبي حاتم (٩٠٠ و ١٢٠٧ و ١٥٨٦ و ١٦٥٣)، الكامل (٣/ ٢٨٢) (٥/ ٢٦٧ - ط الرشد)، إكمال مغلطاي (٦/٥٠)، التهذيب (٢/ ٨٩)] [راجع الحديث رقم (٦٩٨)، والحديث رقم (١١٥٢)].

• خالفه: محمد بن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير [الحكم بن بشير بن سلمان: صدوق]، عن عمرو بن قيس، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي ﷺ بنحوه.

أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٣/ ٥٦٦).

قلت: لا يثبت هذا الطريق، حيث لم أقف عليه إلا من هذا الوجه، عن محمد بن حميد الرازي، وهو حافظ، أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير، وقد جزم جماعة من الأئمة بتفرد أبي خالد الأحمر بهذا الحديث عن عمرو بن قيس، مما يدل على عدم ثبوت هذه الرواية، والله أعلم.

• وأما حديث ابن عباس:

أ - فقد رواه أبو داود سليمان بن سيف الحراني [ثقة حافظ]، قال: حدثنا أبو عتاب [سهل بن حماد]، قال: حدثنا عزرة بن ثابت، عن عمرو بن دينار، قال: قال [وفي رواية: حدثني] ابن عباس: قال رسول الله ﷺ: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد».

أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١١٥/ ٢٦٣٠)، وفي الكبرى (٤/٩/٣٥٩٦)، وعنه: