وقال الدارقطني في العلل (٢/ ١٢٧/ ١٥٩): «يرويه عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ولم يكن بالحافظ، رواه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر.
وكان يضطرب فيه، فتارة لا يذكر فيه عامر بن ربيعة، فيجعله عن عبد الله بن عامر، عن عمر. وتارة يذكر فيه.
حدث به عنه: عبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، واختلف عنهم»، فذكر الاختلاف عليهم.
ثم قال:«ورواه سفيان بن عيينة، عن عاصم، فجود إسناده، وبين أن عاصماً كان يضطرب فيه، فمرة ينقص من إسناده رجلاً، ومرة يزيد فيه، ومرة يقفه على عمر.
وقال ابن عيينة: وأكثر ذلك كان يقوله: عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر، عن النبي ﷺ. وعاصم بن عبيد الله: ليس بالحافظ».
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به: عاصم بن عبيد الله العُمري، وهو: منكر الحديث، كان عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديثه أشد الإنكار، وقال البخاري وأبو حاتم:«منكر الحديث»، زاد أبو حاتم:«مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه»، وأنكر عليه أبو حاتم عدة أحاديث، وقال بأنها باطلة، أو منكرة، أو ليس لها أصل، قلت: نعم قد تفرد بغير حديث منكر، أو باطل؛ لم يتابع على أصله، وجمهور أئمة النقاد على تضعيفه، وقد فصلت القول فيه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٣١٩/ ١٤٩٨)، وذكرت له هناك طرفاً من مناكيره.
• قال ابن أبي عاصم بعد رواية ابن عيينة:«وعاصم بن عبيد الله: ثقة، روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وشعبة، وابن عيينة، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي».
قلت: لعلهم أحسنوا به الظن بادئ الأمر، ويحتمل أن يكون روى عنه بعضهم ما توبع عليه، واستقام متنه، وهذا نوع من التنزل؛ وإلا فقد صرح بعضهم بتضعيف عاصم، فإن الجمهور على تضعيفه، مثل: ابن مهدي ويحيى القطان وأحمد وابن معين وابن نمير وابن سعد وابن المديني والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ويعقوب بن شيبة والجوزجاني وأبي داود والبزار والنسائي وابن خراش وابن حبان والساجي والدارقطني وابن عدي وغيرهم، وقال ابن عيينة:«كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيد الله»، وكان ابن عيينة يستضعفه، وقد غمزه شعبة ومالك، بل أنكر مالك على شعبة روايته عنه، قال مالك:«شعبتكم يشدد في الرجال، ويروي عن عاصم بن عبيد الله» [التهذيب (٢/ ٢٥٤)، الميزان (٢/ ٣٥٣)، سؤالات أبي داود لأحمد (١٥٣)، الجامع في العلل ومعرفة الرجال (١٨٨ و ١٨٤٦ و ٢٠٣٨ و ٤٩٢٣)، سؤالات المروذي (١٢٠ و ٢٦٧)، الجرح والتعديل (١/٢٢) و (٥/ ١٥٤) و (٦/ ٣٤٧)، ضعفاء أبي زرعة (٢/ ٦٤٦)، علل الحديث