أخرجه مسلم (١٢١)، وأبو عوانة (١/٤٢٦/٢٧٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣١٥)، وابن خزيمة (٤/ ١٣١/ ٢٥١٥)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٥٨)، وابن أبي الدنيا في المحتضرين (١٠٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ١٠١/ ٨٠١)، وابن حبان في الثقات (٣/ ٢٦٦)، وابن زبر الربعي في وصايا العلماء (٦٩)، وابن منده في الإيمان (٢٧٠)، والبيهقي (٤/ ٥٦) و (٩/ ٩٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٦/ ١٩٤). [التحفة (٧/ ٣٤٩/ ١٠٧٣٧)، الإتحاف (١٢/ ١٥٩٧٩/ ٤٩٤)، المسند المصنف (٢٣/ ٩٩/ ١٠٣١٠)].
• ورواه ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة؛ أن عمرو بن العاص، قال: لما ألقي الله ﷿ في قلبي الإسلام، قال: أتيت النبي ﷺ ليبايعني فبسط يده إليَّ، فقلت: لا أبايعك يا رسول الله حتى تغفر لي ما تقدم من ذنبي، قال: فقال لي رسول الله ﷺ: يا عمرو أما علمت أن الهجرة تجُبُّ ما قبلها من الذنوب، يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجُبُّ ما كان قبله من الذنوب. لفظه عند أحمد مختصر. وفي رواية ابن بكير عن الليث [عند ابن منده]: ثنا الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن عبد الرحمن بن شماسة أخبره؛ أن عمرو بن العاص لما حضرته الوفاة دمعت عيناه، فقال عبد الله بن عمرو: أبا عبد الله جزعا من الموت. اختصره، وأثبت السماع.
ورواه ابن عبد الحكم مطولاً: أن عمرو بن العاص لما حضرته الوفاة دمعت عيناه، فقال عبد الله بن عمرو: يا أبا عبد الله، أجزع من الموت يحملك على هذا؟ قال: لا، ولكن مما بعد الموت، فذكر له عبد الله مواطنه التي كانت مع رسول الله ﷺ والفتوح التي كانت بالشام، فلما فرغ عبد الله من ذلك قال: قد كنت على أطباق ثلاثة، لو مت على بعضهن علمت ما يقول الناس، بعث الله محمداً ﷺ فكنت أكره الناس لما جاء به، أتمنى لو أني قتلته، فلو مت على ذلك لقال الناس مات عمرو مشركاً، عدواً لله ولرسوله، من أهل النار، ثم قذف الله الإسلام في قلبي، فأتيت رسول الله ﷺ، فبسط إلي يده ليبايعني، فقبضت يدي، ثم قلت: أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، وأنا أظن حينئذ أني لا أحدث في الإسلام ذنباً، فقال رسول الله ﷺ: يا عمرو، إن الإسلام يجُبُّ ما قبله من خطيئة، وإن الهجرة تجُبُّ ما بينها وبين الإسلام، فلو مت على هذا الطبق لقال الناس: أسلم عمرو وجاهد مع رسول الله ﷺ، نرجو لعمرو عند الله خيراً كثيراً، ثم أصبت إمارات وكانت فتن، فأنا مشفق من هذا الطبق.
فإذا أخرجتموني فأسرعوا بي ولا تتبعني مادحة ولا نار، وشدوا علي إزاري، فإني مخاصم، وسنوا على التراب سناً، فإن يميني ليست بأحق بالتراب من يساري، ولا تدخلن القبر خشبة ولا طوبة، ثم إذا قبرتموني فامكثوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها، أستأنس بكم.