للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والضياء في المختارة (٦/ ٢١٥ - ٢١٧/ ٢٢٢٨ و ٢٢٢٩). [التحفة (١/ ٤٤٨/ ٩٢٧)، المسند المصنف (٣/ ١٥٢/ ١٣٤٦)].

قلت: الأعمش: ثقة حافظ مكثر، معروف بالرواية عن أبي سفيان طلحة بن نافع، وكان راويته، وروايته عنه في الصحيحين، قال ابن عدي في أبي سفيان: «لا بأس به، روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة [مختصر الكامل للمقريزي (٩٥٨)، الكامل (٤/ ١١٣)، التهذيب (٢/ ٢٤٤)، تحفة التحصيل (١٣٦)، وذكر أن البزار نفى سماع الأعمش من أبي سفيان، واستغربه].

قلت: حديث جرير عن الأعمش: حديث صحيح، قد ثبت عن أنس من وجوه صحاح متعددة.

وأما حديث أبي عبيدة عن الأعمش: فهو حديث غريب، تفرد به أبو عبيدة عن الأعمش بهذه الزيادة في الحج، وله عنه أوهام، ولم يكن من أصحاب الأعمش المكثرين عنه [انظر: علل الدارقطني (١٠/ ١١١/ ١٩٠١) و (١٠/ ١٥٧/ ١٩٤٩) و (١٢/ ٣٧٤/ ٢٨٠١) و (١٢/ ٤٣٢/ ٢٨٧٠)].

قال البزار: «وهذا الحديث بهذه الألفاظ لا نعلم حدث به إلا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش، ولا نعلم يروى عن أنس: أن رجلاً قال: يا رسول الله! الحج في كل عام؛ إلا من هذا الوجه».

قلت: قد ثبت حديث أنس من وجوه صحاح متعددة، ولم يثبت في واحد منها هذه الزيادة التي تفرد بها أبو عبيدة عن الأعمش:

• فقد رواه محمد بن الوليد الزبيدي، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي الزهري، وغيرهم:

عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله خرج حين زاغت الشمس، فصلى بهم صلاة الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أن فيها أموراً عظاماً، ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، ما دمت في مقامي هذا»، فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول: «سلوني»، فقام عبد الله بن حذافة السهمي، فقال: مَنْ أبي؟ قال: «أبوك حذافة»، ثم أكثر أن يقول: «سلوني»، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فسكت، ثم قال: «عُرضت علي الجنة والنار آنفاً في عُرض هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر».

وفي رواية [عند البخاري (٧٢٩٤)]: أن النبي خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أموراً عظاماً، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا»، قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول الله أن يقول: «سلوني»، فقال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: «النار»، فقام عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>