وإبراهيم بن مسلم الهجري معروف بالرواية عن أبي عياض، ولم يسلك فيه الجادة، حيث لم يجعله عن أبي الأحوص عن ابن مسعود [راجع أيضاً: المجلد الحادي والعشرين من فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (١٦٤٩)].
٢ - حديث أنس:
رواه أبو عبيدة [عبد الملك بن معن المسعودي: ثقة، لم يكن بالمكثر عن الأعمش، وله عنه أوهام، وقد تابعه جرير، لكن بدون موضع الشاهد والراوي عن أبي عبيدة ابنه محمد بن أبي عبيدة، وهو ثقة]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة، من أصحاب الأعمش]: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، قال: قالوا: يا رسول الله الحج في كل عام؟ قال:«لو قلت: نعم، لوجبت ولو وجبت، لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها، عذبتم». لفظ أبي عبيدة هكذا مختصراً [عند ابن ماجه].
ولفظه عند ابن أبي شيبة مطولاً: خرج إلينا رسول الله ﷺ ذات يوم وهو غضبان، ونحن نرى أن معه جبريل، قال: فما رأيت يوماً كان أكثر باكياً مقنعاً منه، فقال:«سلوني! فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به»، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله! أفي الجنة أنا أم في النار؟ قال:«لا، بل في النار»، قال: فقام إليه آخر، فقال: يا رسول الله! من أبي؟ قال:«أبوك حذافة»، قال: فقام إليه آخر، فقال: أعلينا الحج في كل عام؟ قال:«لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ولو لم تقوموا بها لهلكتم»، قال: فقام عمر بن الخطاب، فقال: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ رسولاً، يا رسول الله! كنا حديثي عهد بجاهلية، فلا تبد سوآتنا، ولا تفضحنا لسرائرنا، واعف عنا، عفا الله عنك، قال: فسُرِّي عنه، ثم التفت نحو الحائط، فقال: لم أر كاليوم في الخير والشر، رأيت الجنة والنار دون هذا الحائط.
ولفظ جرير مطولاً [عند أبي يعلى]: جرير عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، قال: خرج رسول الله ﷺ وهو غضبان، فخطب الناس، فقال:«لا تسألوني عن شيء اليوم إلا أخبرتكم به»، ونحن نرى أن جبريل معه، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية من أبي؟ قال:«أبوك حذافة»؛ لأبيه الذي كان يُدعى، فسأله عن أشياء، فقام إليه عمر بن الخطاب، قال: يا رسول الله، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية، فلا تبد علينا سوآتنا، قال: أتفضحنا بسرائرنا، فاعف عنا عفا الله عنك، رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، قال: فسُرِّي عنه ثم نظر، فقال:«ما رأيت كاليوم في الخير والشر، إنها عرضت على الجنة والنار دون الحائط»، فما رأيت أكثر مقنعاً من يومئذ.
هكذا رواه جرير عن الأعمش بدون موضع الشاهد في السؤال عن الحج.
أخرجه ابن ماجه (٢٨٨٥)، وابن أبي شيبة (٣/ ٤٣٠/ ١٥٦٧٥) و (٦/٣٢٢/٣١٧٦٣)، والبزار (١٤/ ٧٥٠٤/ ٥٧ و ٧٥٠٥)، وأبو يعلى (٦/ ٣٦٨٩/ ٣٦٠) و (٦/ ٣٦١/ ٣٦٩٠)، والطحاوي في أحكام القرآن (١١١٨)، والخطيب في المتفق والمفترق (٣/ ١٨٥١/ ١٤٣٠)،