عزى هذا القول إلى الشعبي مرسلاً في موضعين من كتابه (٦/ ٨٢) و (٨٣) و (١١/ ٤١٩)، ولم يعزه لعبيد الله الحميري.
وبهذا يكون أبو نعيم متابعاً لوكيع وابن علية عن هشام به، من مرسل الشعبي.
وبهذا يكون قد رواه عن عبيد الله بن حميد الحميري، عن الشعبي؛ مرسلاً: حماد بن سلمة، وخالد الحذاء، وهشام الدستوائي، وتفرد بوصله: أبان بن يزيد العطار، ويحتمل فيه الوقف.
خالفهم: منصور بن زاذان الواسطي، وهو: ثقة ثبت، فأوقفه.
• رواه سعيد بن منصور [ثقة حافظ]: ثنا هشيم [هشيم بن بشير: ثقة ثبت]: ثنا منصور، عن عبيد الله بن حميد الحميري قال: سمعت الشعبي، يقول: «من قامت عليه دابته فتركها؛ فهي لمن أحياها»، قلت: عمن هذا يا أبا عمرو؟ فقال: إن شئت عددت لك كذا وكذا من أصحاب رسول الله ﷺ.
أخرجه البيهقي (٦/ ١٩٨)، وابن الجوزي في التحقيق (١٦٤٥)، وعلقه ابن حزم في المحلى (٧/ ٨٤).
قال البيهقي: «هذا حديث مختلف في رفعه، وهو عن النبي ﷺ منقطع، وكل أحد أحق بماله حتى يجعله لغيره، والله أعلم».
قلت: وهذا موقوف على بعض أصحاب النبي ﷺ، غير مرفوع.
وعبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري: سمع الشعبي، روى عنه: حماد بن سلمة، ومنصور بن زاذان، وهشام الدستوائي، وأبان بن يزيد العطار، وخالد الحذاء، وسلمة بن علقمة، سئل عنه ابن معين، فقال: «لا أعرفه»، قال ابن أبي حاتم: «يعني: لا أعرف تحقيق أمره»، وقول ابن أبي حاتم هذا أولى من قول ابن القطان الفاسي: «وعبيد الله هذا: لا يُعرف حاله، وسئل عنه ابن معين فلم يعرفه»، وابن أبي حاتم أعلم باصطلاح القوم منه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: «وهو: مقل صدوق».
[التاريخ الكبير (٥/ ٣٧٧)، الجرح والتعديل (٥/ ٣١١)، الثقات (٧/ ١٤٤)، بيان الوهم (٥/ ٩٤/ ٢٣٤٠)، تاريخ الإسلام (٣/ ٤٥٨ - ط الغرب)، التهذيب (٣/٨)].
هكذا اختلف في هذا الحديث على عبيد الله بن حميد الحميري، وليس هو بالمشهور بطلب الحديث، ولا هو من أصحاب الشعبي، ولم يعرفه ابن معين، ولم يوثقه إمام معتبر، ولم يتفق الثقات عنه في إسناد هذا الحديث ومتنه، فوصله: أبان العطار، وأرسله: حماد بن سلمة، وخالد الحذاء، وهشام الدستوائي، وأوقفه: منصور بن زاذان الواسطي، ورواية أبان تحتمل الوقف أيضاً، واختلاف هؤلاء الثقات عليه يدل على قلة ضبطه، والله أعلم.
• ورواه خالد بن عبد الله [الواسطي الطحان: ثقة ثبت]، وأسباط بن محمد [كوفي ثقة، وهو ثبت فيما يروي عن مطرف بن طريف الكوفي. التهذيب (١/ ٢٣٠)]، ويحيى بن العلاء [البجلي الرازي: كذاب يضع الحديث. التهذيب (٤/ ٣٨٠)، الميزان (٤/ ٣٩٧)]: