رواه أبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ مصنف]، قال: حدثنا أبو أسامة [حماد بن أسامة: ثقة ثبت]، عن أبي فروة [يزيد بن سنان]، عن عروة بن رويم، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قلت يا رسول الله، الشاة توجد في أرض الفلاة؟ قال:«كلها؛ فإنما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب».
قال: قلت: يا نبي الله، البعير أو الناقة توجد في أرض الفلاة عليها الرعاء والسقاء؟ قال:«خل عنها، ما لك ولها».
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، الورق يؤخذ عند القرية العامرة أو الطريق المأتي؟ فقال:«عرفها حولاً، فإن جاء صاحبها فادفعها إليه، وإلا فأحص وكاءها ووعاءها وعددها، ثم استمتع بها».
يا نبي الله، الورق يؤخذ في الأرض العادية؟ قال:«فيها وفي الركاز الخمس».
ورواه أيضاً: أبو كريب [محمد بن العلاء: ثقة حافظ] ثنا أبو أسامة به، بطرف الركاز.
أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (٧/٤١٧/١٤٧٦ - مطالب)(٣/ ٤٠٦/ ٢٩٩٤ - إتحاف الخيرة)(٤/٤٤/٣١٣٨ - إتحاف الخيرة)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (١١/ ٤١٨/ ٨٦٩٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/٢٢٦/٥٩٧) و (٢٢/٢٢٧/٥٩٨).
قلت: وهذا لا يُفرح به عروة بن رويم: لا بأس به، كثير الإرسال، بل عامة أحاديثه مراسيل، إما عن النبي ﷺ مباشرة، وإما عن أكثر الصحابة، حتى قال إبراهيم بن موسى:«ليت شعري أتى أعلم عروة بن رويم ممن سمع؟ فإن عامة حديثه مراسيل» [الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٦)، تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٣٣)]، وكأنه يشق على الناقد معرفة سماعه من إرساله، لكثرة ما يرسل، وحديثه عن عامة الصحابة مرسل والصحيح: أنه لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني، حديثه عنه مرسل؛ جزم محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي بعدم السماع، فقال:«عروة بن رويم: لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني» [تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٣١)]، وجزم أيضاً أبو حاتم بإرساله وعدم سماعه منه، فقال:«عروة بن رويم اللخمي: روى عن أبي ثعلبة الخشني؛ مرسل» [الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٦)] [انظر تفصيل القول في عروة بن رويم، وبيان عدم سماعه من أبي ثعلبة ومن غيره من الصحابة: فضل الرحيم الودود (١٤/ ١٢٩٩/ ٤٦٨)].
وأبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي: ضعيف، لا يتابع على حديثه، قال ابن عدي:«عامة حديثه غير محفوظ» [التهذيب (٤/ ٤١٦)، الميزان (٤/ ٤٢٧)].
فهو حديث منكر؛ مخالف لما ثبت من حديث زيد بن خالد الجهني، ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، حيث تفرد الراوي في هذا الحديث بزيادة:«توجد في أرض الفلاة»، والله أعلم.
مسألة: واختلفوا فيمن التقطها، ثم تلفت أو فقدت من غير تفريط؛ هل يضمن؟