للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

ابن عباس - عن الضوال، فقال: ما ترى في الضوال؟ قال: من أكل من الضوال فهو ضال، قال: ما ترى في الضوال؟ قال: من أكل من الضوال فهو ضال .. . مطولاً، وفيه: كان قوم يسألون رسول الله استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [المائدة: ١٠١] حتى فرغ من الآية كلها.

وفيه: فأبى الأعرابي إلا أن يسأله فقال ابن عباس: انظر أسلاع هذه الضوال التي أكلت [قال أبو الجويرية: الأسلاع: أشباهها، أمثالها؛ إن كانت شاة فشاة، وإن كانت ناقة فناقة، وإن كانت جارية فجارية، مثل ما أكلت ولا تكون دونها، فتلك الأسلاع]، قال: انظر أسلاعها، فجاهد بها في سبيل الله، ثم ادع بذكرها وأنثاها ما استطعت، ولا يضرك صدقتك، فإن عرفت أربابها فخيرهم الأجر، أو أعيان مالهم؛ فإن اختاروا أعيان مالهم فأعطهم أعيان مالهم، ولك أجر ما تصدقت به، وإن اختاروا الأجر فقد برئت.

أخرج منه موضع الشاهد في الضوال موقوفاً على ابن عباس قوله: البيهقي (٦/ ١٩١)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٥٠٨/ ١٧٧٩) [ولفظه أتم].

وأخرج منه المرفوع في سبب النزول: البخاري (٤٦٢٢). [التحفة (٥٤١١)].

وهذا صحيح عن ابن عباس موقوفاً عليه، وأصله في صحيح البخاري بدون موضع الشاهد، وأبو الجويرية حطان بن خُفَاف الجرمي: اتفقوا على توثيقه، سمع ابن عباس [التاريخ الكبير (٣/ ١١٨)، التهذيب (١/ ٤٤٨)].

وقد ثبت عن عمر بن الخطاب أنه لم ينكر على من التقط ضالة الإبل للتعريف، ولم يجز له تملكها، وإنما أمره بتعريفها مطلقاً، فلما شكا له شغلها إياه عن ضيعته أمره بإرسالها حيث وجدها، ولم يضمنه إياها:

فقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري [وعنه: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهشيم بن بشير، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ويزيد بن هارون]، وأيوب السختياني [وعنه: سفيان بن عيينة، معمر بن راشد] [وهم جميعاً ثقات]: قال يحيى: سمعت سليمان بن يسار يحدث؛ أن ثابت بن ضحاك الأنصاري [وكان من أصحاب رسول الله حدثه؛ أنه وجد بعيراً بالحرة، فعرفه [وفي رواية: فعقله]، ثم ذكر ذلك لعمر بن الخطاب، فأمره أن يعرفه ثلاث مرات] [قال: قد فعلت، قال عمر: عرفه أيضاً]، قال ثابت لعمر: [إنه] قد شغلني عنه ضيعتي، فقال له عمر: أرسله حيث وجدته.

وفي رواية ابن أبي زائدة: وجدت بعيراً، فسألت عمر، فقال: عرفه، فعرفته، فلم أجد أحداً يعرفه، فأتيته، فقلت: قد شغلني، قال: فأرسله حيث وجدته.

أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٣٠٥/ ٢٢٠٨ - رواية يحيى الليثي) (١٤٢٥ - رواية القعنبي) (٢٩٧٩ - رواية أبي مصعب) (٣٦٤ - رواية ابن وهب وابن القاسم، جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>