كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٤ - كتاب اللقطة - ج: 23 - ص: 191

أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٢٢٠٩/ ٣٠٥ - رواية يحيى الليثي) (١٤٢٦ - رواية القعنبي) (٢٩٨٠ - رواية أبي مصعب) (٣٦٥ - رواية ابن وهب وابن القاسم، جمع ابن جوصا) (٣/ ٣٣٥/ ٢٧٣٠ - رواية ابن بكير) (٣٠٠ - رواية الحدثاني) (٨٥٣ - رواية الشيباني) (١٠٥٨ - رواية الشيباني، ط القلم)، وعبد الرزاق (١٠/١٣٣/١٨٦١١ و ١٨٦١٢)، وابن أبي شيبة (٤/ ٢١٦٧٣/ ٤١٧) و (٤/ ٤١٨/ ٢١٦٧٤) (١٢/ ٢٣٠٣٨/ ١٣٨ و ٢٣٠٣٩ - ط الشثري)، والفاكهي في أخبار مكة (٣/٤٨/١٧٧٠)، والبيهقي (٦/ ١٩١).

قال محمد بن الحسن: «وبهذا نأخذ، وإنما يعني بذلك من أخذها ليذهب بها، فأما من أخذها ليردها، أو ليعرفها، فلا بأس به».

قلت: وهذان إسنادان صحيحان إلى سعيد بن المسيب.

وقد اختلف في سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب، فأثبته أحمد بن حنبل ونفاه غيره [انظر: الجرح والتعديل (٤/ ٦١)، تاريخ الدوري (٢/ ٢٠٧)، المراسيل (٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٥)]، والصحيح أنه رآه وكان صغيراً، ابن ثمان سنين، ويحتمل أن يكون حفظ عنه شيئاً يسيراً، وأما هذا فظاهره الإرسال، والله أعلم.

ومراسيل ابن المسيب أصح المراسيل، قال البيهقي في الخلافيات (١/ ٥٠٨): «ومرسل ابن المسيب: أولى بالأخذ به من مراسيل غيره، إذ لا أعلم خلافاً بين أئمة أهل النقل أن أصح المراسيل: مراسيل سعيد بن المسيب»، وقال البيهقي في السنن في ضمان الرهن (٦/٤٢): «وذكر الشافعي ﵀ أخذه في هذه المسألة بمرسل سعيد بن المسيب دون غيره؛ لأن مراسيله أصح من مراسيل غيره، ولأنه قد روي موصولاً، والله أعلم»، ثم أسند إلى الإمام أحمد قوله: «مرسلات سعيد بن المسيب صحاح، لا نرى أصح من مرسلاته، وأما الحسن وعطاء فليس هي بذلك، هي أضعف المرسلات؛ لأنهما كانا يأخذان عن كل».

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/٣٠): «وكل من عرف أنه لا يأخذ إلا عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول، فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي عندهم صحاح»، والله أعلم.

قلت: فهو صحيح عن عمر؛ حيث قد اتصل من وجهين آخرين، من حديث زيد بن خالد، ومن حديث جرير، والصحيح تقييده بما لم يعرفه، كما ثبت في حديث زيد بن خالد، وكما ذكرت ونقلت سابقاً بأن الأصل المنع من التقاط الضالة؛ إلا أن يوجد سبب مبيح لذلك؛ فليتقطها ليحفظها على صاحبها، ولا يملكها بالتعريف؛ لأن النص لم يرد بذلك في ضالة الإبل.

قلت: ويزداد هذا المعنى إيضاحاً بما ثبت عن ابن عباس:

فقد روى أبو النضر [هاشم بن القاسم: ثقة ثبت]: ثنا أبو خيثمة [زهير بن معاوية: ثقة ثبت]: ثنا أبو الجويرية، قال: سمعت أعرابياً من بني سليم سأله، - يعني: