للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: قد اشتمل هذا الحديث على قصة لم ترو إلا من هذا الوجه، وأما الحديث المرفوع؛ فهو حديث محفوظ صحيح بغير هذا اللفظ من حديث زيد بن خالد الجهني؛ كما سيأتي بيانه، وعليه فهو حديث ضعيف، صالح في الشواهد؛ يستشهد منه بالمرفوع فقط، دون الموقوف، والله أعلم.

قال الخطابي في المعالم (٢/ ٩١): «هذا ليس بمخالف للأخبار التي جاءت في أخذ اللقطة، وذلك أن اسم الضالة لا يقع على الدرهم والدنانير والمتاع ونحوها، وإنما الضالة اسم للحيوان».

تنبيه: قال أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم (١/ ٢٨٢): «هكذا اتفقت الروايات فيه عن أبي داود: البوازيج بالباء، ولا أعلم هذا الاسم ورد إلا في هذا الحديث؛ وصوابه عندي: الموازج بالميم، فهو المحفوظ، قال البريق الهذلي، وقد هاجر أهله إلى مصر:

ألم تسل عن ليلى وقد نفد العمر … وقد أقفرت منها الموازج والحضر الحضر: حصن معروف بتيماء، والموازج: من ديار هذيل، وهي متصلة بنواحي المدينة، وهناك كان تبدى جرير، والله أعلم».

كذا قال، لكن قال السمعاني في الأنساب (٢/ ٣٤٦): «هي بلدة قديمة على الدجلة، فوق بغداد، دون سر من رأى، وورد ذكرها في حديث جرير بن عبد الله البجلي، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا». [قلت: وقد ذكرها غير واحد من المؤرخين في كتبهم. انظر مثلا: تاريخ الطبري (٣/ ٣٧٥) و (٩/ ٣٧٤)، الكامل لابن الأثير (٦/ ٢٤٣) و (٨/ ١١٣ و ٥٣٥)].

وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان (١/ ٥٠٣): «بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة، ويقال لها: بوازيج الملك، لها ذكر في الأخبار والفتوح، وهي الآن من أعمال الموصل، ينسب إليها جماعة من العلماء».

قال ابن المنذر (١١/ ٤١٥): «وممن رأى أن ضالة البقر كضالة الإبل: طاووس والأوزاعي والشافعي وأبو عبيد، وذكر ابن القاسم أنه قياس قول مالك، وفيما وجد بخط الشافعي: أن الخيل والبغال والحمير كالبعير، لأن كلها قوي ممتنع من صغير السباع بعيد الأثر في الأرض، ومثلها الظبي والأرنب والطائر لبعده من الأرض وامتناعه.

وقال أبو عبيد في الخيل والبغال والحمير: وكل ما كان منها يستقل بنفسه فيذهب، فهو داخل في قول النبي : «ضالة المسلم حرق النار» وفي قوله: «لا يأوي الضالة إلا ضال»» [انظر: غريب الحديث (١/ ٤٣٠ و ٤٣١)].

كما نص أحمد على أن البقر كالإبل [المغني (٨/ ٣٤٤)].

وقال ابن بطال في شرحه على البخاري (٦/ ٥٤٩): «وقال مالك والشافعي في ضالة البقر: إن وجدت بموضع يخاف عليها فهي بمنزلة الشاة، وإن كانت بموضع لا يخاف

<<  <  ج: ص:  >  >>