للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

«حديث الجارود بن المعلى، عن النبي : الضالة. رواه أبو العلاء، عن مطرف، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود وحده.

ورواه حميد، عن الحسن، عن مطرف عن أبيه خالف حميد: أبا العلاء».

قال ابن حزم في المحلى (٧/ ١١٦): «وهذا خبر لا يصح؛ لأن أبا مسلم الجرمي، أو الحرمي: غير معروف».

قلت: هو حديث صحيح؛ رجاله كلهم ثقات، سمع بعضهم من بعض.

يزيد بن عبد الله بن الشخير: تابعي، ثقة، من الثانية، روى له الجماعة، وأخوه مطرف بن عبد الله بن الشخير: ثقة من كبار التابعين من الطبقة الثانية، وهو أكبر من أخيه أبي العلاء بعشر سنين.

وأبو مسلم الجَذَمي: قال العجلي: «بصري، تابعي ثقة من كبار التابعين»، وقال أبو حاتم: «سمع أبا ذر والجارود بن المعلى روى عنه: أبو العالية، ومطرف»، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من ثقات التابعين، وهو هنا يروي عن صحابي من قبيلته، ولم يأت بما ينكر عليه، وقد توبع على أصل حديثه قال ابن نقطة: «ولا يعرف اسمه ولا نسبه»، قلت: لا يضره؛ لاسيما مع استقامة حديثه، وقال الذهبي في الكاشف: «ثقة»، قلت: وهو كما قال العجلي والذهبي؛ فإنه من طبقة المخضرمين، فالراوي عنه هنا: من كبار التابعين، روى عن اثنين من الخلفاء الراشدين، وروى عنه أيضاً: أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران، وهو ثقة، تابعي كبير مخضرم من الطبقة الثانية، أدرك أبا بكر وعمر وعلياً، فرواية هذين عن أبي مسلم مما يرفع من حاله، لاسيما وقد قال مطرف بأن أبا مسلم قد حدثه بحديثين قد عرف صدقهما، وأن أبا مسلم قد صدقه فيهما، حيث قال: حدثت حديثين عن رسول الله قد عرفت أني قد صُدِقتُهما: ثنا أبو مسلم الجذمي، يعني بهذين الحديثين، ففي هذا تعديل من التابعي الكبير مطرف بن عبد الله بن الشخير لأبي مسلم الجذمي، وأن حديثه حديث أهل الصدق، فإذا انضم إلى ذلك استقامة أحاديث أبي مسلم، وتوثيق العجلي وابن حبان والذهبي له، وهو في مثل هذه الطبقة؛ فمثله يوثقه أئمة النقاد، وعلمنا بذلك أنه من ثقات التابعين، لكن لقلة حديثه لم يشتهر أمره، والله أعلم [تاريخ ابن معين للدوري (٣/٣٢/١٤٠)، الكنى للبخاري (٦٢٨) (٦٢٦ - ط الناشر المتميز)، ثقات العجلي (٢٠٤٢)، الجرح والتعديل (٩/ ٤٣٥)، الثقات (٥/ ٥٨١)، إكمال ابن ماكولا (٣/ ١٠٤) و (٦/ ١٣٤)، المؤتلف لابن القيسراني (٣٦)، إكمال الإكمال (٢/ ١٢٤٦/ ١١٥)، الكاشف (٦٨٣٤)، توضيح المشتبه (٢/ ٣٣٨)، التهذيب (٤/ ٥٨٨)].

وهذا الحديث قد صححه ابن حبان، وحسنه أبو علي الطوسي، وصحح إسناده ابن حجر في الفتح، والله أعلم.

ثم إنه قد روي من وجهين آخرين:

رواه بشر بن آدم [بشر بن آدم بن يزيد البصري: قال النسائي: «لا بأس به»، ولينه

<<  <  ج: ص:  >  >>