أبي إسحاق، عن أبي الخليل، عن علي، قال: كان المغيرة بن شعبة إذا غزا مع النبي ﷺ حمل معه رمحاً، فإذا رجع طرحه كيما يحمل [وفي رواية: حتى يُحمل له]، فقال له علي: لأذكرن هذا للنبي ﷺ، فقال: لا تفعل، فإنك إذا فعلت بها فلم تحمل ضالة. لفظ وكيع.
وفي رواية الزبيري: كان للمغيرة رمح، فكنا إذا خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزاة ركزها، فيمر الناس عليه فيحملونه، قال: قلت لأخبرن به رسول الله ﷺ، فقال: إذا لا ترفع ضالة، فتركته.
أخرجه النسائي في كتاب اللقطة من الكبرى (٥/ ٣٤٤/ ٥٧٧٥)(٧/ ٧٦/ ١٠١٨٢ - التحفة)، وابن ماجه (٢٨٠٩)، وأحمد (١/ ١٤٨/ ١٢٧٢)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٧٠/ ٣٣٠١٢)، وأبو يعلى (٣١١ و ٥٤٣)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٣٦ - مسند علي) ص (٢٤٦)، والضياء في المختارة (٢/ ٢٠٤/ ٥٨٦). [التحفة (٧/ ٧٦/ ١٠١٨٢)، الإتحاف (١١/ ٦٧٩/ ١٤٨٥٧)، المسند المصنف (٢١/ ٤٩٦/ ٩٧٦٠)].
أبو الخليل هو: عبد الله بن الخليل، سمع علياً، روى عنه أبو إسحاق، روى له النسائي، وحسن له الترمذي وصحح له الحاكم، ولم يعرفه ابن معين [تاريخ ابن معين للدوري (٢٥٠١)، التاريخ الكبير (٥/ ٧٩)، الكنى من التاريخ الكبير (٢٣٠)، الوحدان لمسلم (٤٠٠)، جامع الترمذي (٣١٠١)، مسند أبي يعلى (٣٣٥)، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (٣/ ١٤٩/ ٢٢٢٦)، المستدرك (٢/ ٣٣٥)، الاستغناء لابن عبد البر (٢/ ١١٦٨/ ١٥٨٦).].
قال ابن جرير:«وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح، لعلل: إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن رسول الله ﷺ إلا من هذا الوجه والثانية: أنه قد حدث به عن أبي إسحاق غير الثوري، فقال فيه: عنه، عن رجل من أصحاب علي، عن علي، عن النبي ﷺ. والثالثة: أنه من رواية أبي إسحاق، وأبو إسحاق كان من أهل التدليس، وخبر المدلس عندهم غير جائز الاحتجاج به في الدين، إلا بما قال فيه: حدثنا أو سمعت، وما أشبه ذلك من القول الذي يدل على السماع».
قلت: الأصل في حديث أبي إسحاق السبيعي: أن يُقبل، حتى يتبين لنا أنه دلسه، طالما قد رواه عنه أكابر أصحابه وأثبتهم فيه.
• وقد رواه حفص بن غياث [ثقة، من أثبت أصحاب الأعمش، قدمه فيه يحيى القطان وابن مهدي. شرح العلل (٢/ ٧١٩)]، قال: حدثنا الأعمش [ثقة ثبت حافظ]، قال: حدثني أبو إسحاق، عن رجل من أصحاب علي، عن علي، قال: كان المغيرة بن شعبة إذا ارتحل ترك رمحه، فيمر به المسلمون فيحملونه، فيجيئون به، فيجيء فيقول: من يعرف الرمح؟ فيأخذه، فقلت له: تحمل على المسلمين مؤونتك، أما لأخبرن رسول الله بصنيعك، قال: ابن أبي طالب! لا تفعل، فإني أخاف إن قلت له أن يقول في اللقطة شيئاً يمضي إلى يوم القيامة. قال علي: فعرفت أنه كما قال.