قلت: إسناده مجهول، محمد بن العلاء هذا ليس هو: أبا كريب، الكوفي الثقة الحافظ المشهور، ولكنه رجل نبقي مديني، وقد وجدت في مستدرك الحاكم (٤/ ٤١٠)(١٠/ ١٧٣/ ٨٤٦٤ - ط الميمان)، وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم (٤/ ١٨١١/ ٤٥٧٦)، وفي الطب النبوي له (٧٠٩)، وفي التدوين للرافعي (٣/ ٣٥٧): أن محمد بن العلاء هذا، يقول: حدثني خالي الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده [الإتحاف (١٣٥٢٢)].
ووجدت في معجم الطبراني الكبير (١/ ١٣٥/ ٢٨٤): محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي، قال: حدثني الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده.
وعلى هذا فإن راوي هذا الحديث هو: محمد بن العلاء بن الحسين بن عبد الله بن أبي نبقة، يروي عن خاله الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وروى عنه أربعة [إكمال ابن ماكولا (٧/ ٢٥٥)، التحفة اللطيفة (٢/ ٥٣٩)]؛ فهو رجل مجهول.
فإن قيل: فما تقول في قول الحاكم عن إسناد حديثه: «هذا حديث صحيح الإسناد، رواته كلهم مدنيون»، فيقال: عند الحاكم تساهل في هذه الإطلاقات، لاسيما في آخر مستدركه الذي لم يبيضه، ومحمد بن العلاء النبقي هذا لا يُعرف بغير هذا الإسناد، وهو مقل أيضاً من الرواية، فهو مجهول.
وشيخه وخاله الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: مجهول أيضاً. ومن دلائل جهالتهما: أنه لم يترجم لهما: لا البخاري، ولا أبو حاتم، ولا ابن حبان.
وهذا حديث باطل؛ مخالف لما ثبت عن النبي ﷺ من وجوه صحاح كثيرة: أنه كان لا يأكلها، خشية أن تكون من الصدقة.
٤ - حديث أبي هريرة:
رواه يونس بن محمد المؤدّب [ثقة ثبت]، وعبد الله بن صالح [كاتب الليث: صدوق، وكانت فيه غفلة]، وداود بن منصور [صدوق]، وعاصم بن علي [الواسطي: صدوق]:
حدثنا ليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، أنه ذكر: أن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، قال: ائتني بشهداء أشهدهم، قال: كفى بالله شهيداً، قال: ائتني بكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباً، يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة معها إلى صاحبها، ثم زجّج موضعها، ثم أتى بها البحر، ثم قال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت فلاناً ألف دينار، فسألني كفيلاً،