فأما ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، أم حكيم، فصحابية، عادها رسول الله ﷺ فذكرت له أنها تريد الحج»، فذكر الحديث، ثم قال:«وهي زوج المقداد بن الأسود، ولدت له عبد الله وكريمة، وقتل عبد الله يوم الجمل في أصحاب عائشة ﵂».
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين (٦/ ٤١٦): «وقوله - والله أعلم -: «لعلك أهويت بيدك في الجحر»؛ إذ لو فعل ذلك لكان ذلك في حكم الركاز، وإنما ساق الله هذا المال إليه بغير فعل منه، أخرجته له الأرض بمنزلة ما يخرج من المباحات، ولهذا - والله أعلم - لم يجعله لقطة؛ إذ لعله علم أنه من دفن الكفار».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به موسى بن يعقوب الزمعي: قال ابن معين وابن القطان الفاسي: «ثقة»، وقال أبو داود:«هو صالح، روى عنه ابن مهدي، وله مشايخ مجهولون»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:«وهو عندي لا بأس به وبرواياته».
لكن قال ابن المديني:«ضعيف الحديث، منكر الحديث»، وقال أحمد بن حنبل:«لا يعجبني حديثه»، وقال النسائي:«ليس بالقوي»، وقال ابن حبان في المشاهير:«وكان يغرب»، وقال الدارقطني:«ولا يحتج به»، وقال الساجي:«وقد روى عن عمه أبي عبيدة حديثاً منكراً ليس عليه العمل .. » [انظر: تاريخ الدوري (٣/ ١٥٧/ ٦٧٢)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢/ ٣٣٦/ ٣٢٣١ - السفر الثالث)، ضعفاء النسائي (٥٥٣)، الجرح والتعديل (٨/ ١٦٧)، علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ٣٠٩/ ٩٢٩)، الثقات (٧/ ٤٥٨)، مشاهير علماء الأمصار (١١١٤)، الكامل (٦/ ٣٤٣)، علل الدارقطني (٥/ ١١٣)، تاريخ أسماء الثقات (١٣٤٩)، الميزان (٤/ ٢٢٧)، تاريخ الإسلام (٤/ ٢٣٨ - ط الغرب)، إكمال مغلطاي (١٢/٤٣)، التهذيب (٤/ ١٩٢)، وغيرها] [تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (١٩٦)].
وقريبة بنت عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدية: مجهولة، لم تتابع على هذه القصة العجيبة، ولا يحتمل منها التفرد بذلك [التهذيب (٤/ ٦٨٧)].
وأمها كريمة بنت المقداد بن عمرو روت عن أمها ضباعة بنت الزبير، وعنها: ابنتها قريبة بنت عبد الله، وزوجها عبد الله بن وهب بن زمعة، وذكرها ابن حبان في الثقات [الثقات (٥/ ٣٤٣)، التهذيب (٤/ ٦٨٦)].
وموسى بن يعقوب الزمعي يروي بهذا الإسناد جملة من الأحاديث والآثار يغلب عليها النكارة، وهذا الحديث من جملة مناكيره حيث لم يتابع عليه، وتفرد به؛ فلا يحتمل منه التفرد بمثل هذا، ويعتبر من مناكيره التي لأجلها ضعفه أئمة النقاد، وتكلموا فيه، لاسيما قول ابن المديني:«ضعيف الحديث، منكر الحديث»، والله أعلم.
قال ابن هانئ في مسائله لأحمد (١٧٢٤): «سمعت أبا عبد الله يقول: لو أن