قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن عمير بن عبد الله إلا قيس بن الربيع».
قلت: عمير بن عبد الله بن بشر الخثعمي: روى عنه جماعة من الثقات، وقال ابن نمير:«شيخ قديم ثقة، من أصحاب الحجاج»، يعني: ابن أرطأة، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٣٢٧)].
قلت: فعاد بذلك الحديث مرة أخرى إلى حجاج، فإن هذا الحديث إنما يُعرف بحجاج.
قلت: فهو حديث منكر؛ إسناده مجهول: ذهيل بن عوف بن شماخ الطهوي: مجهول، لا يُعرف بغير هذا الحديث [التاريخ الكبير (٤/ ١٩١)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٥٣)، بيان خطأ البخاري (١٩٧)، الثقات (٤/ ٢٢٣)، المؤتلف للدارقطني (٢/ ٩٨٢)، إكمال ابن ماكولا (٣/ ٣٤٢)، الميزان (٢/٣٤)، وقال:«ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله الطهوي، له حديث واحد». التهذيب (١/ ٥٨٠)].
وسليط بن عبد الله الطهوي: مجهول أيضاً، وهو غير الراوي عن ابن عمر [التاريخ الكبير (٤/ ١٩١)، الجرح والتعديل (٤/ ٢٨٦)، الثقات (٦/ ٤٣٠)، الميزان (٢/ ١٩٤)، إكمال مغلطاي (٦/٣١)، التهذيب (٢/ ٨٠)].
وحجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر فيه سماعاً، والله أعلم.
٣ - حديث مخول البهزي:
رواه محمد بن سليمان بن مسمول، قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي، قال: سمعت أبي، وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام، قال: نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع في حبل منها ظبي فأفلت، فخرجت في أثره فوجدت رجلاً قد أخذه فتنازعنا، فتساوقنا إلى رسول الله ﷺ، فوجدناه نازلاً بالأبواء تحت شجرة مستظلاً بنطع، فاختصمنا إليه، فقضى به بيننا شطرين [زيد في رواية: فقلت: يا رسول الله هذه حبائلي في رجله، قال:«هو ذاك»، وفي أخرى واهية:«هكذا قضاؤنا في الصيود»].
قلت: يا رسول الله! نلقى الإبل وبها لبن وهي مصراة، ونحن محتاجون؟ قال:«ناد صاحب الإبل ثلاثاً؛ فإن جاء، وإلا فاحلل صرارها، ثم اشرب، ثم صُرَّ، وأبق للبن دواعيه». قلت: يا رسول الله! الضوال ترد علينا، هل لنا أجر أن نسقيها؟ قال:«نعم؛ في كل ذات كبد حرى أجر».
ثم أنشأ رسول الله ﷺ يحدثنا، فقال:«سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين، تأكل من الشجر، وترد الماء، يأكل صاحبها من رسلها، ويشرب من ألبانها، ويلبس من أصوافها»، أو قال:«أشعارها، والفتن ترتكس بين جراثيم العرب، والله ما تفتنون»، يقولها رسول الله ﷺ ثلاثاً.